15 سبتمبر 2025
تسجيلمن أول يوم للولادة تُخصص الدولة للأم الوالدة ممرضة مختصة بشؤون الأمومة والطفولة تُدعى ال (Midwife) تأتي لمدة ثمانية أيام متتالية، تُحمم الوليد، تُغير حفاضاته، ترتب الغرفة، تعقم الحمامات والأرضيات وتأخذ حرارة الوالدة والوليد يومياً، وقد أخبرتني في سياق الحديث أنها ترعى طفلاً إفريقياً بالتبنّي.. تبقى الأم إذًا في حالة راحة طيلة الفترة المحددة.. هكذا يتعاملون مع الخديج وأمه، سواء أكانت من البلد أم من الأغراب، فمن حقها الحياة الصحية المثلى.. نعم يحدث ذلك في هولندا. وكل ذلك بالمجّان لأي أم تلد على أراضيهم. أليس ذلك سلوكاً إسلامياً حنيفاً وإن اختلفت التسميات؟! ذلك الذي يهتم بالإنسان الذي خلقه رب العالمين «في أحسن تقويم». فليس المهم أن ندّعي الإسلام إنما أن نمارسه عقيدة وسلوكاً. كيف يجرؤ أحدنا أن يتهم الآخر بالكفر وهو يمارس الدين وبعضنا يمارس الشعائر متمسكين بمقولات جاهزة كانت تصلح لفترة زمنية مضت! وحجتهم في ذلك حرفية النصوص التي يلوون عنقها بما يخدم مصالحهم ومآربهم مع أن النصوص الكريمة ثابتة في حرفيتها ومتحركة في المعنى قابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، وهنا تكمن عظمتها وتكمن مشكلة إنساننا الذي توقف عند مرحلة مضت، وانْشَدَه بمعطيات زائفة أتته من الخارج بإبهار إعلامي صاخب حشدوا له ما يكفي من الإضاءة لضعضعة الأبصار والبصائر مستغلين وقوفه ونومه في عتمة ظرفية طويلة نتيجة واقع مستلب وخواء سياسي واجتماعي واقتصادي واضح، ثم تسمّر هو الآخر عند حدّ انقطع فيه عن الاجتهاد والمحاكمة الذهنية. ما أحوجنا إلى حضارة تحترم روح الإنسان وجسده في آن واحد. فالشيخ الأكبر يقول: «كان الإنسان آخر مولَّد في العالم، أوجده الله جامعاً لحقائق العالم كله، وجعله خليفة، فأعطاه قوة كل صورة موجودة في العالم»، ويؤكد في أكثر من موضع أن الإنسان هو أكمل تجليات الحق، أليست هذه ثقافتنا التي يمارسها غيرنا، بينما ندفنها نحن في بطون الكتب؟!