17 سبتمبر 2025

تسجيل

صيام القلوب

29 يوليو 2012

كثير منا حينما يأتى شهر رمضان المبارك يبدأ بالاستعداد بشراء لوازم الشهر من مأكولات ومشروبات ويبدأ يستعد لصيام الجسد فقط عن المأكل والمشرب ولكن هل فكرنا بصيام القلب ام ان الغرض من شهر رمضان هو الامتناع عن الطعام والشراب والاحساس بالجوع والعطش فقط؟ كثير منا يبدأ الشهر وينهيه وهو كما هو لم يتغير منه شيء فقط جاع وعطش، ولم يستفد ابدا بصيامه وعبادته يقول الله تبارك وتعالى "ومن يؤمن بالله يهد قلبه" صدق الله العظيم وهداية القلب أساس كل هداية وكل عمل فلا عمل يقبل من دون صلاح القلب ومبدأ كل توفيق ورأس كل فعل ولا يريد الله عز وجل من عبده الجوع والعطش بل يريد صلاح القلوب، ويريد صوم القلب عن المعاصي، من غيبة ونميمة وحقد وكره وغل ويريد أن نخرج من شهر رمضان المبارك كما ولدتنا أمهاتنا أن نغسل قلوبنا مما علق بها وأن نعيد شحن الروح والفؤاد بحبه عز وجل اولا ومن ثم حب كل عمل يقربنا اليه، فقد قال سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب». وكم نرى ان هناك أناسا بسطاء لا يعلمون من الدين الا القليل ولكنهم يملكون قلوبا خالصة من كل الآثام وقلوبا عرفت الخلاص من الاحقاد والنفاق والضغائن والحسد من أجل المناصب والمصالح الشخصية، ونجد أيضا كثيرا منهم ممن يدعون التدين لا يعلمون من صلاح القلوب الا ما يدعون بالسنتهم، والفرق بينهم كبير فلنجعل من رمضان فرصة لتجديد خلايا القلب ولتنقيته مما علق به من الشرور فصلاح القلب فيه السعادة فى الدنيا والاخرة وفساده لا ينفع معه دواء ولا صيام ولا صلاة، ولذلك تجد الله عز وجل يقول فى كتابه الكريم "ان فى ذلك لذكرى لمن كان له قلب او ألقى السمع وهو شهيد" ولا يوجد منا انسان لا يوجد له قلب ولكن الله عز وجل يريد أن يقول ان هناك قلبين قلب حي نابض بذكر الله وبالنور مشرق وبالايمان يعرف الحق ويميز بين الحق والباطل وقلب آخر ميت لا فائدة منه سوى ضخ الدم يملؤه الخراب والدمار وأن الدنيا اكبر همه ويقول فيهم الله تعالى "فى قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا" فان مرض القلوب من أخطر الأمراض واصعبها ولذلك فعلينا أن نجعل شهر رمضان مع الصوم عن الطعام والشراب فرصة لاصلاح قلوبنا وإعادة شحنها، فوالله لو خرجنا من هذا الشهر الفضيل فقط بقلب صالح تم تفريغه من كل اعتقاد باطل ومن كل وساوس سيئة ومن النوايا الخبيثة ومن كل شيء يشغله عن الله سبحانه وتعالى وجعلنا من قلوبنا قلوبا عامرة بحب الله تعرفه حق معرفته وتخشاه دون أن تراه تعرفه من صفاته التى تراها كل يوم فى كل شيء يحيط بنا لكنا حققنا الهدف والغاية من الصيام وهى تهذيب النفس والروح والقلب هذا هو الصوم وليس الصوم عن الطعام والشراب فقط، ولندع الله فى هذا الشهر الفضيل ان يثبت قلوبنا كما كان يدعو رسولنا الكريم وكان يقول عليه الصلاة والسلام كما صح عنه: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك» اللهم آمين...... وسلامتكم