08 أكتوبر 2025
تسجيلفي ظل ثورة التكنولوجيا والمعلومات وسهولة استخدام أجهزة الاتصالات وانتشار العديد من الرسائل الإعلامية (نص - صورة - صوت - فيديو) من حولنا بمختلف الأشكال والمعطيات، يتوجب علينا أن نثقف المجتمع ونعلمه كيفية التعامل مع هذا الفضاء الواسع من الإعلام، الذي أصبح هو المهيمن على الكثير من أمور حياتنا، بل ويشاركنا في كل صغيرة وكبيرة ويدخل في السياسة والافتصاد وعلم الاجتماع والتاريخ والطب والرياضة.. وغيرها وأصبح الإعلام هو السلاح الأول في الحروب المعاصرة، تلك المعرفة هي ما تسمى بالتربية الإعلامية. وبصفحتي أحد المتخصصين في هذا العلم، ولدي شهادة مدرب معتمد من منظمة اليونسكو في التربية الإعلامية أرى أن المسؤولية تقع على أصحاب الاختصاص في تهيئة المجتمعات لتتمكن من التعامل مع هذا التطور السريع في وسائل الإعلام وأن يتم نشر التربية الإعلامية في قطر عن طريق إعطاء دورات متخصصة فيها بتنظيم من المؤسسات الإعلامية المختصة أو عن طريق المراكز الخاصة. واعتقد أنه يجب على كل الوزارات والهيئات أن تنظم تلك الدورات لفائدة منتسبيها، وكذلك لنشر الوعي الإعلامي في المجتمع ومحو الإشاعة منه وتثقيفه حول تلك التطورات السريعة والمتلاحقة من الاستخدام الخاطئ له وألا يصل التضليل والتشويه إلى الأطفال والنشء دون وجود أسس تربية إعلامية صحيحة. التربية الإعلامية ليست فقط أن نتثقف حول كيفية الاستخدام الصحيح لكل ما يصلنا من رسائل إعلامية بل ويمكن أن نعرف طريقة المشاركة بكل ماهو هادف وجيد منها. أنا أدعو جميع أفراد المجتمع لأخذ دورات في التربية الإعلامية، فبتعلم التربية الإعلامية نستطيع أن نحافظ على فلذات أكبادنا من أي انتشار خاطئ للرسائل الإعلامية سواء منها الموجهة أو المغرضة أو المحورة أو اللاأخلاقية، وكذلك يتعلمون كيفية نشر ومشاركة المفيد منها ويصبحون فاعلين في المجتمع. بعد إغلاق مركز الدوحة لحرية الإعلام، الذي كان يقوم مشكوراً بنشر هذه الثقافة في قطر وخارجها ويعطي دورات التربية الإعلامية والمعلوماتية في المدارس للمعلمين والمعلمات والطلبة والطالبات، وجهده كان واضحاً في هذا الشأن، يبقى الدور الآن على المسؤولين عن التعليم كي يطبقوا التربية الإعلامية من خلال الحصص الدراسية، وهذا ليس بجديد فهو يدرس في أمريكا وبعض الدول الأوروبية، ولا نطالب بتخصيص حصص مستقلة للتربية الإعلامية فنحن نعرف ازدحام الجدول الدراسي وكثرة الضغوط على وزارة التعليم بإدخال مواد عن المرور والصحة والبيئة وغيرها.. لكن التربية الإعلامية يمكن أن تدخل ضمن المناهج دون زيادة في عدد الحصص فهي علم بحد ذاته ومن أساليب التعليم الحديث كالتعليم التعاوني والعصف الذهني والاستقراء.. إلخ. بإدخال التربية الإعلامية في المناهج يمكننا أن نحصن أبناءنا ونثقفهم إعلامياً.. فالأمي اليوم ليس من لا يعرف القراءة والكتابة وإنما هو غير المثقف إعلامياً، وبالتربية الإعلامية نستطيع أن نخلق جيلاً ناقداً ومفكراً ومبدعاً. تطبيق التربية الإعلامية في المناهج عن طريق إعطاء دورات للمعلمين والمعلمات عن كيفية تحضير الدروس بما يتلاءم مع التربية الإعلامية، حينها سيستطيع المعلمون والمعلمات شرح دروسهم بواقعية وتشويق أكثر، وسيتعلم الطلاب الفكر الناقد الذي من خلاله يمكنهم أن يحللوا ويفهموا الدروس بتميز وإبداع وسيعود ذلك على كل مجالات حياتهم. [email protected] -