27 أكتوبر 2025

تسجيل

للخونة منازل

29 يونيو 2016

وللخونة منازل يتبوؤونها في الدنيا والآخرة نظير خياناتهم ، أول هذه المنازل : الفضيحة يوم الدين على رؤوس الأشهاد ،يوم يُنصب له لواء يعرفه الخلقُ كلهم هذا لواء الخائن فلان. يقول رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لكل غادر لواء يُنصب عند أسته يوم القيامة يُرفع له بقدر غدره . رواه مسلم . والخائن أمرئٌ منافق . يقول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلَاثٌ إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ . وقال عليه الصلاة والسلام : أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ . والخائن خصيمه الله تعالى يوم القيامة .عن أبي هريرة رضى الله عنه ،عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: قَالَ اللَّهُ : ثَلَاثَةٌ أَنَا خَصْمُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ أَعْطَى بِي ثُمَّ غَدَرَ وَرَجُلٌ بَاعَ حُرًّا فَأَكَلَ ثَمَنَهُ وَرَجُلٌ اسْتَأْجَرَ أَجِيرًا فَاسْتَوْفَى مِنْهُ وَلَمْ يُعْطِه أَجْرَهُ .والخصم هو المنازع والمغالب .فمن ذا الذي ينازع الله تعالى أو يغالبه ،يقول الله تعالى : وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ . وهؤلاء الثلاثة الرجالُ اللهُ جل جلاله هو خصمهم ومنازعهم يوم القيامة . عَاهَدَ عَهْدًا وَحَلَفَ عَلَيْهِ بِاللَّهِ ثُمَّ نَقَضَهُ .والثاني استأجر أجيرا ليعمل له فلما استوفى العمل المطلوب منه لم يعطه أجره فكأنه أكل ماله سحتاً والثالث : بَاعَ حُرًّا ثُمَّ مَنَعَهُ التَّصَرُّفَ فِيمَا أَبَاحَ اللَّهُ لَهُ وَأَلْزَمَهُ الذُّلَّ الَّذِي أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ . والخائن يبغضه الله ولا يحبه .يقول الله تعالى : وَإِذَا أَبْغَضَ عَبْدًا دَعَا جِبْرِيلَ فَيَقُولُ إِنِّي أُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضْهُ قَالَ فَيُبْغِضُهُ جِبْرِيلُ ثُمَّ يُنَادِي فِي أَهْلِ السَّمَاءِ إِنَّ اللَّهَ يُبْغِضُ فُلَانًا فَأَبْغِضُوهُ قَالَ فَيُبْغِضُونَهُ ثُمَّ تُوضَعُ لَهُ الْبَغْضَاءُ فِي الْأَرْضِ . فيبغضه كلُ شيء . أي أن كل شيء سيبغضه ويكرهه لأن كل شيء مسخر لله تعالى .فتصُدُّ القلوب عنه وتبغضه وتكره لقاءه والجلوس معه ،وتُنفر منه النفوس وتتمعر له الوجوه وتطلب فراقه والبعد عنه .وإذا أبغضه كل شيء فلا تسل عن حاله فسوف يُغلق كل باب في وجهه ،وهذا تجده في قوله تعالى:ومَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا .