12 سبتمبر 2025

تسجيل

لاتكن من المفلسين

05 يوليو 2016

من فظائع الكلمة القبيحة أن خطرها يتعدى الدنيا فيكن في الآخرة وتفاجئ قائلها معترضة له ومفسدة عليه أعماله . بهذا أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِوقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا وَصِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي النَّارِ. وقيل له : فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصَلَاتِهَا وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنْ الْأَقِطِ وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا قَالَ هِيَ فِي الْجَنَّةِ . رواه أحمد والحاكموأقبح التطاول ما كان على الله ورسوله وعلى الوالدين والأرحام والعلماء وولاة الأمر وكبار السن ومن رفع الله قدره . ودوافع سلاطة اللسان والقبحأمور كثيرة .أولها: العادة فقد تعوَّدَ البعض على التعليق على كل كبيرة وصغيرة ليضحك الناس أو ليُظهر نفسه ،أو لنقص عنده يريد أن يسدَّه بالثرثرة ،فلا يدع شاردة ولا واردة إلا تلقفها ، ومدَّ لسانه لها . فهو متعوِّدٌ على الكلام لوجود داعٍ أو لغير داعٍ .وثانيها: قلة الأدب فإنه لم يجد الأدبَ الذي يؤدبه ويهذبه ،ولم يجد من يُعَلِمُه ويوجهه ويرشده ،ويدله الوجهة المستقيمة ،لم يجد من يقول له :هذا عيب ،وهذا لا يتكلم به الرجل المستقيم ،وذاك يترفع عنه أولوا الهمم وأهل المروءات والشيم ،لم يجد هذا كله ،بل وجد عكس هذا الخير ،فشرَّقَ وغرَّبَ ،يضرب ذات اليمين وذات الشمال ،لا يردُّه دين ولا خلق . فهو بذيءٌ فاحش سليط .وهناك دافع ثالث :قد يكون دافعه الحقد والحسد والضغينة ،وإصابة القلب في مقتل بهذه الأمراض الخبيثة . فيدفعه حقده على سلاطة القلب لما يجد في قلبه من حرقة على المحسود . والبعض يطالع نعم الله على عبيده ويتابع تنزل الأرزاق عليهم ولا يرى شيئاً بين يديه ،فتقوده نفسه إلى الخوض في أعراض أهل المشرق وأهل المغرب ويبدأ بالعمل بما تمليه عليه نفسه الحاقدة .