16 سبتمبر 2025
تسجيلإن الله عز وجل كتب الإحسان على كل شيء لذلك يمكن أن يوصف عمل الإنسان كله في كل حياته بكلمة واحدة هي الإحسان والرحمة إذا كان زوجا محسنا وإذا كان أبا محسنا وإذا قاضيا محسنا أو تاجرا محسنا طبيبا محسنا، فالإسلام دين رحمة شاملة والله جل وعلا رحيم بعباده من أنفسهم، ومن أمهاتهم بهم فهو رحيم بخلقه من إنسان وحيوان وكل ذي روح ،فقد حث الإسلام على الإحسان بالحيوان وقتله بالطرق الشرعية ،بل وحتى السرعة في إزهاق روحه ، حتى لا يتألم ولا يتعذب وهذا من عظيم رحمة الله تعالى بخلقه ،فهو الرحيم المحسن المتفضل على خلقه بشتى النعم ،فالعبد المطيع لله تعالى هو الذي يسعى نحو القرب والكمال يغتنم الأيام والليالي في سبيل الظفر بجنة عرضها السموات والأرض وإن المسلم في هذا الشهر الكريم شهر رمضان شهر القرب والإحسان والطاعة والغفران يسعى لعمل الخير يسعد نفسه ويسعد من حوله، فلقد من الله عز وجل على هذه الأمة بأن جعلها خير أمة أخرجت للناس بما يدعون إلى الخير وبما يأمرون من معروف، فخص الله عباده المؤمنين بمواسم للخير يكثر أجرها ويعظم فضلها،حتى تتحفز الهمم للعمل فيها فتنال رضا الله وفضله ولتتعلم أن الرحمة من الرحمن.لذلك تتجلى رحمة الإسلام بالحيوان وكيف راعى حقوقه قبل ذبحه، وأثناء الذبح بل حث على الإحسان إلى الذبيحة حال ذبحها، وذلك بأن لا يذبح بآلة ضعيفة أو غير حادة ،فيعذب الحيوان وإنما يجب أن تكون الآلة حادة سريعة الذبح وإزهاق الروح ،لأن في ذلك راحة للذبيحة وسرعة لقتلها دون عناء ،فعن شداد بن أوس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذِّبحة وليحد أحدكم شفرته و ليرح ذبيحته ) رواه مسلم، ومن الإحسان الذي دعا إليه الشرع المطهر في حق البهيمة أن لا يذبح حيوان أو طير وأليفه يراه ،فإنها تشعر بذلك فترتاع نفسه فيحصل لها عذاب نفسي ، وألم قلبي ويستحب أن لا يحد السكين بحضرة الذبيحة وأن لا يذبح واحدة بحضور الأخرى ،ومن الإحسان إلى الحيوان بعد ذبحه أن لا يكسر عنقه ، أو يسلخه أو يقطع منه عضوا أو ينتف منه ريشا، حتى تزهق روح الحيوان أو الطير وتخرج الروح من جميع أجزائه ،فالمسلم الحق هو الذي يعلم رحمة ربه بكل شيء وأن يكون رحيما فمن لايرحم لايرحم وخاصة وإننا في شهر رمضان فهو من أعظم تلك المواسم، فهو شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن شهر ينادى فيه: يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر، فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران، ولله فيه عتقاء من النار كل ليلة فما أعظم فضل هذا الشهر وما أجل منزلته ومكانته إنها منة الله على العباد فيه تلك المنة التي من تأملها عرف عظيم فضل الله عليه حيث أحياه ومد في عمره حتى أدرك هذا الشهر العظيم ،فاحرص على اغتنام هذا الشهر المبارك في انتشار الرحمة بين أفراد الأمة ولتتأمل أن هدي الدين الحنيف يوصيك بالرحمةحتى للحيوان فما بالك بالإنسان الذي تعيش معه ،فلو فكركل إنسان في حقيقة ما يملك وفي عاقبته لرأى أن السماحة أفضل من الأثرة والعطاء خير من البخل، فالمسلم الحق المستنير بتعاليم دينه القائم بتطبيقها على نفسه في صدق وإخلاص كريم جواد يداه مبسوطتان تمطران بالخير الوفير على أبناء مجتمعه لذلك حبب إلى بنيه الرحمة والإحسان و أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر والرحمة.