11 سبتمبر 2025
تسجيلإن الإنسان يأخذ من الليل ويصوم الهواجر ويكثر من الصدقة ويحسن معاملة بعض الناس ويبذل من وقته وماله الكثير في الخير والدعوة إلى الله وقد ترى عليه مسحة من الزهد متزينا بالورع لأجل من ؟ لأجل أنه فلان ابن فلان الداعية لا لأجل الله وحده ولا لأجل أن يلقى ثواب ذلك عند الله ،إن الإنسان المطيع لله تعالى هو الذي يسعى نحو القرب والكمال يغتنم الأيام والليالي في سبيل الظفر بجنة عرضها السموات والأرض وإن المسلم في هذا الشهر الكريم شهر رمضان شهر القرب والإحسان والطاعة والغفران فهو يسعى لعمل الخير ونشر الخير يسعد نفسه ويسعد من حوله ومن هذه السعادة إطعام الطعام، فإن مبادئ الإسلام وقيمه ترشد الإنسان بالحسنى لمحاولة إقناعه أن محبته الشديدة للمال والثراء قد تورده المتالف، وأنه لو فكر في حقيقة ما يملك وفي عاقبته لرأى أن السماحة أفضل من الأثرة، والعطاء خيرا من البخل، يقول العبد : مالي مالي وإنما له من ماله ثلاث: ما أكل فأفنى أو ما لبس فأبلى أو ما أعطى فأبقى وما سوى ذلك فهو ذاهب وتاركه للناس وعجيب أن يشقى المرء في جمع ما يتركه لغيره، وإذا لم يستفد المسلم من ماله فيما يصلح معاشه ويحفظ معاده فما قيمة هذا المال، فالإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق ويضيع على الشح والإمساك ولذلك حبب إلى بنيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية ووصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان ووجوه البر.ومن هنا يزداد الإنسان كرما كلما ازداد من الله قربا وكلما استشعر ما أعده الله نعيم للكرماء الأسخياء الباذلين في سبيله ازداد سخاء وبذلا ،وكلما قويت صلته بالله ازداد شعوره بثمرات الكرم عمقا، وزاد عطاؤه امتدادا وسعة فإطعام الطعام في سورة الإنسان في القرآن ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا وما أعظم الإطعام في أيامنا على قلته وحبهم إياه وشهوتهم له فهو من موجبات المغفرة فوا أسفاه على مسلم يجلس على مائدة إفطار عليها ما لذ وطاب وينسى الفقراء ،ولقد كان السلف يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فمن ثمرات إطعام الطعام ينشأ عنه فضائل كثيرة منها التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سببا في دخول الجنة فلا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا بادر في إطعام أسرة فقيرة في رمضان تكون لك أمان من النيران، وذلك لأن إطعام الطعام مستلزم لسلامة اليد والصدر واللسان نحو المسلمين فحصاد ثمار الجنة ورحيقها لمن أطعم الطعام، فعلى المسلمين أن يجعلوا تقديم الخير إلى الناس شغلهم الدائم لا ينفكون عنه في صباح أو مساء، فهو بهذا الإرشاد الدقيق يريد أن يرتب النفقات المشروعة الترتيب المثمر الصالح، فإن الأسرة قوام المجتمع الكبير والخلية الحية التي تؤسس ويتكون منها بناءه الضخم ،فتوجيه العناية إليها أولى وأجدى على الأمة كلها من حرمانها وتحويل حقوقها عنها، فإنه إذا كان إلى جنب الإنسان محتاج فلا معنى لمجاوزته والذهاب بالخير بعيد عنه، بل إن ذلك قد يزرع الضغينة في قلوب المحرومين، ويشعر بأن إهمالهم متعمد لنكاية بهم والبعد عنهم ،فالمسلم الحق المستنير بتعاليم دينه القائم بتطبيقها على نفسه في صدق وإخلاص كريم جواد يداه مبسوطتان، تمطران بالخير الوفير على أبناء مجتمعه في شتى المناسبات والأحوال ،فهو إذ ينفق يبذل بسخاء المؤمن الواثق بأن عطاياه لا تضيع إذ هي محفوظة لدى عليم خبير، وإنه ليؤمن أيضا وهو يجود بماله وأن ما ينفقه سيعود عليه بالفائدة الجمة والخير العميم وسيخلفه الله عليه أضعافا مضاعفة في الدنيا والآخرة إنه ينفق ماله وهو على يقين من أن الله تبارك وتعالى سيعوضه عما أنفقه من ماله في هذه الدنيا بركة ونماء وخلفا.