18 سبتمبر 2025

تسجيل

الناس أجناس

29 يونيو 2015

الحمد لله, والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:يُقال في الأمثال: (الناس أجناس)، ويُقال: {الناس معادن}.فبعض الناس تجده دائمًا مرحبًا متهللًا, يتحف جليسه, وهو مبتسم دائمًا, وهذه نعمة من الله عليه.والصنف الآخر من الناس من يبتسم ويتعامل معاك بحسب ما تعامله به.بمعنى إن أحسن الناس أحسن, وإن أساؤوا أساء.وصنف ثالث من الناس وهو من يتعامل معك على حسب مزاجه, فتراه يومًا يتعامل معك بلطف وترحيب وبكل احترام وتقدير؛ ثم إذا ما قابلته أخرى ربما لا يسلم عليك.وصنف رابع يحترمك ويقدرك إذا كانت لديه مصلحة دنيوية معك, كتجارة, أو منصب, أو مال أو جاه, أو غيره, فإذا ما انتهى منصبك أو انتهت تجارتك انتهت علاقته بك, أو فترت تلك العلاقة لحد البرود .وصنف خامس آخر يتعامل معك بغلظة وجفوة دائمة فلا تكاد تجد البسمة لشفتيه طريقًا، عابس دائمًا مكفهر الوجه فلا يعجبه منك شيء.ولنرجع لهدي النبي صلى الله عليه وسلم القائل: (المؤمن الذي يُخالط الناس ويصبر على أذاهم خيرٌ من الذي لا يُخالط الناس ولا يصبر على أذاهم).فالجنة درجات, والله سبحانه وتعالى خلقها متفاوتة , فكما يحب أحدنا في الدنيا الدرجات العُليا, فتجد صاحب المنصب يُريد أن يعلو بمنصبه, وصاحب التجارة والمال يُريد أن يزيد ماله وأن تزدهر تجارته , وكذلك صاحب التفوق يُريد أن يتفوق في الدنيا, فكذلك في الأخرى هناك درجات متفاوتة فالصبر والتحمل للناس ومخالطتهم برغم الإساءة منهم لها عند الله الدرجات العليا والله سبحانه يرزق صاحب هذا الصبر درجات عليا في الدنيا, وفي الآخرة.أسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلني وإياكم من أهل الدرجات العُلى في الدنيا, وفي الآخرة.والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته