16 سبتمبر 2025
تسجيلالعافية في العقل أن يكون دالاً صاحبه على ربه جل وعلا، متفكراً في عظيم مخلوقاته، معظماً له سبحانه ولرسوله ولدينه، واقفاً على وعد الله ووعيده، أوامره ونواهيه، محكماً الإسلام مستفتياً له، دالاً على الصراط المستقيم والهدى القويم، لأن الله تعالى نفى العقل عن أقوام لا تدلهم عقولهم على الله تعالى ودينه، فقال سبحانه: (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ ۖ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا).العافية في العقل أن يكون متدبراً متفكراً في عظيم مخلوقات الله ليصل إلى اليقين (قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).العافية في العقل أن يعرف العقل أنه مخلوق قاصر محدود، فلا يعلم الأقدار ولا الغيبيات.العافية في العقل أن يحفظ نفسه من الخوض فيما لا طاقة له به، فإذا خاض فقد أوقع نفسه في الضلال والتيه، وكذلك يكون الإلحاد عندما يحاول العقل عبثاً أن يخوض في ذات الله تعالى مثلاً (ولا تقف ما ليس لك به علم).العافية في العقل أن يحفظ مما يضلله ويوقف وظيفته من شرب المسكرات والمخدرات وإجهاده فيما لا طاقة له به، ولذلك حرم الإسلام الخمر وأشباهه ورتب عليه العقوبة. العافية في العقل أن يكون نابذاً للخرافة والبدعة والخزعبلات والأوهام، ولذلك حرم الإسلام السحر والكهانة والشعوذة والدجل والخرافة.العافية في العقل أن يكون متثبتاً متروياً في معالجة الأمور والفصل بين المعروضات. (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ). ________________________________ 13- العافية في الثقافة والفكر والقناعاتالثقافة مجموعة المعلومات والمعارف والتوسع فيها يتحصلها من دراسته وتعليمه وخبراته وقراءاته وممارساته ومخالطاته وما يواجهه من أحداث وتغيرات، وهذه الثقافة يتولد منها فكر المرء وقناعاته وعقيدته، ومن هنا تكون الثقافة مهمة لأنها القاعدة الأساسيةفالعافية في الثقافة أن تكون مأخوذة من مصادر طيبة صحيحة نافعة، حتى تتمخض عنها عقيدة صحيحة وفكر مستنير وقناعة معتبرة.والعافية في الثقافة أن تدل صاحبها على الحق وتهديه إليه وتحثه على اتباعه وتبين له الباطل وتحذره منه وتردعه عنهالعافية في الثقافة أن تكون موافقة للوحي المنزل من عند الله تعالى وهذه هي النور والسراج المنير، تعتمد ما اعتمدته الشريعة، وتضع من وضعته الشريعةالعافية في الثقافة أن تكون لها فلتر يصفيها وينقيها ويراقبها ويتعاهدها، لأن الثقافة التي لم تفلتر ضللت أصحابها وحملتهم على الافتراء على الله ورسوله ودينه، أفصحوا عن عقائد خطيرة وأفكار وقناعات تصادم السنّة، فضلاً عن القرآن، وأبانت عن وجود فكر منحرف ووجهة نظر مظلمة، مثل ثبوت الشمس ونظرية دارون...إلخ.العافية في الثقافة ألا تجعل العقل البشري حاكماً على الشريعة، لأن العقل البشري قاصر والشريعة كاملة، فالبعض إذا صادف مسألة في الشريعة استفتى عقله فإذا قبلها قبلها وإذا عارضها عارضها، وأخطر ما في الثقافة المظلمة أنها تنظر إلى الشريعة نظرة قصور ودونية.العافية في الثقافة ألا تجعل صاحبها يغتر بها فحسب أنه أعلم الناس قد أحاط بكل شيء علماً وقد وصف القرآن أقواماً حملتهم ثقافتهم على الاستعلاء على وحي الله وتكذيب من أرسل من المرسلين، فقال الله تعالى: (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم وحاق بهم ما كانوا به يستهزءون)، أي قالوا لن نعذب ولن نبعث ونحن أعلم من هؤلاء (فلما رأوا بأسنا قالوا آمنا بالله وحده وكفرنا بما كنا به مشركين فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأسنا سنّة الله التي قد خلت في عباده وخسر هنالك الكافرون).