15 سبتمبر 2025

تسجيل

الانقلاب السياسي العراقي القادم

29 يونيو 2015

في العراق الدامي والمتأزم والمتشظي تدور اليوم رحى معركة مستقبلية كبرى لتغيير خارطة الشرق الأوسط، ولفرض متغيرات رهيبة قد تطل بقرونها على شعوب المنطقة!. حكومة حيدر العبادي الضعيفة والتي تحتل الميليشيات الطائفية موقع الصدارة والقيادة والريادة فيها، تعاني من مشاكل بنيوية، ومن صراعات داخلية، ومن استقطابات حادة، والأخطر من كل شيء أنها تحمل بذور فنائها وتلاشيها معها!!؟ أي أنها تخوض حربا من الداخل بين أطرافها والتيارات المشكلة لها!؟، فإدارة المعركة العسكرية ضد تنظيم الدولة لا تجري بطريقة ناجحة، ولم تحقق حتى اللحظة اختراقا إستراتيجيا لإضعاف التنظيم المتمدد والذي هو من يقرر ساحة وساعة وطبيعة المواجهة! أي أنه يمتلك زمام المبادأة!، وهو من يقرر توقيت وشكل المعركة، وبالتالي فإن القيادة العسكرية العراقية تعاني من تشتت هيكلي مريع ومن فقدان واضح للسيطرة على ساحة العمليات ومن عدم القدرة على المناورة، ومن الجانب السياسي المحض فإن تحركات رئيس الحكومة حيدر العبادي على المستويين الدولي والإقليمي لا تحظى بمباركة التيار الطائفي المتشدد في الحكومة والمرتبط بالنظام الإيراني ارتباط السوار بالمعصم بعد أن تصاعدت انتقادات قادة فيلق بدر وجماعة إيران في العراق للدور الأمريكي والغربي في محاربة تنظيم الدولة، وحتى رئيس المجلس الإيراني الأعلى عمار الحكيم انضم للجوقة الإيرانية وأعرب علنا عن استغرابه من عدم قدرة الولايات المتحدة على هزيمة وسحق تنظيم الدولة! وهو أمر وانتقاد له دلالاته الحاسمة ومؤشراته الإستراتيجية!، وطبيعته المستقبلية على صعيد تغيير التحالفات القائمة، وليس سرا القول بأن حكومة العبادي هي اليوم تحت رحمة الحشد الشعبي الطائفي الذي تشكل أساسا من أجل إنهاء الجيش العراقي الحكومي وتأسيس الجيش العقائدي الملتزم بإطار المرجعية والمعبر عن الأيديولوجية الطائفية المحضة والذي هو النواة التكوينية الأساسية (للحرس الثوري العراقي)!! خصوصا وأن عمليات التعبئة والحشد والتدريب وحتى التسليح يتولاها الحرس الثوري الإيراني وأن السردار قاسم سليماني قائد فيلق القدس هو القائد الأعلى لقوات ذلك الحشد وهادي العامري وأبو مهدي المهندس هم مجرد نواب عراقيين له لقيادة ذلك الجيش أسميا فقط لا غير، فالمنهج والرؤية والقيادة والأهداف إيرانية محضة.. وفي ظل الانهيار القريب والحتمي للنظام السوري تكون الحاجة أكثر من ملحة لصانع القرار الإيراني بتدعيم خط الدفاع الأول والأخير عن تخوم النظام الإيراني وهو العراق بطبيعة الحال الذي تحكمه اليوم قوى سياسية وطائفية مرتبطة ارتباطا جينيا ووثيقا بالنظام الإيراني وهي فرصة تاريخية لن تترك أبدا وسيحاول الإيرانيون العض بالنواجذ على ما تحقق لهم من مكاسب إستراتيجية متقدمة ومهمة في العراق، ولن يسمحوا أبدا بزعزعة تلكم المصالح والتي يرون حاليا بأن سياسة حيدر العبادي لم تعد ملائمة ولا متوافقة مع مصالحهم رغم خضوع الرجل بالكامل للإرادة الإيرانية!!. المعلومات المترشحة من العراق تؤكد بأن في الطريق انقلابا عسكريا حاسما ذا أبعاد طائفية ومدعوما إيرانيا من أجل السيطرة على السلطة في بغداد ومنع انفلات الأمور من أيادي رجال النظام الإيراني، وإن النية تتجه لتغيير حيدر العبادي الضعيف في نظرهم بشخصية قيادية طائفية أشد ارتباطا بإيران وأضعف ارتباطا بالغرب منطلقين من سياسة فرض الأمر الواقع وهيمنة قوى الحشد الشعبي على السلاح والشارع العراقي.