11 سبتمبر 2025

تسجيل

ضعف الإيمان والعقيدة سبب الإصابة بالقلق النفسي

29 يونيو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); إن من أسباب الإصابة بالقلق من المنظور الإسلامي ضعف الإيمان بالقضاء والقدر، مع أن عقيدة الإيمان تؤكد في ضمير المؤمنين حقيقتين، أولاهما أن الرزق مقدر وأن الأجل محدد، فلن تموت نفس حتى توفى رزقها، كما أن لكل أجل كتاب، والحقيقة الثانية أن أحدا لا يملك له ضرا أو نفعا غير الله سبحانه وتعالي، ومن ثم لا يُذْهِبُ القلقَ عن النفوس إلا التدين الصحيح الواعي؛ لأنه يملأ النفوس رضا وصبرا إذا أصابها أي شي من قضاء الله وقدره، وهو خير دائما في النهاية وإن بدا فيه شيء من المرارة. والرضا بالقضاء والقدر دليل على قوة الإيمان والتدين الصحيح، وقد أوصى رسولنا صلى الله عليه وسلم ابن عباس بأن يسرع إلى عبادة الله علاجا للقلق وأن يكثر من ذكر الله وذكر الله يشمل كل العبادات من صوم وصلاة وزكاة وشهادة ألا إله إلا الله وقراءة القرآن هي أعلى أنواع الذكر.وطرد القلق كما جاء في حديث لرسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصابه هم أو غم أو حزن فليقل اللهم إني عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل فيَّ قضاؤك، أسألك بكل اسم سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك أو علمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن الكريم ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي وغمي).يقول صلوات الله عليه وسلامه: من قال هذا أذهب الله عنه همه وأبدله بدلا منه فرحا.وإن النفس الإنسانية في حاجة إلى من يقوِّمها ويهذب سلوكها ويصل بها إلى المستوى الإنساني الكريم، ومن أجل تحقيق هذا، فقد أوجد الله للإنسان من الضمانات ما يحفظ عليه حياته ويحقق له أمنه ويضمن له الاستقرار ويبعده عن مقتضيات هموم الدنيا.والمؤمنون بالله واليوم الآخر يتمتعون في حياتهم بلذة الأمن النفسي، فتراهم لا يبالون أمام الأحداث الجسيمة في هذه الحياة، وذلك لأن الله ربط على قلوبهم باليقين وملء نفوسهم بالإيمان؛ لذلك نرى أن النظرة في الغرب إلى الأمور المادية تماما، فإذا أصيب الإنسان بالقلق نظروا فيما حوله من ظروف مادية علهم يجدون السبب فيها، لكن القلق مبعثه الحقيقي هو النفس الإنسانية التي قد تتأثر بعوامل مادية.والقلق منتشر في البلاد الغنية أكثر منه في البلاد الفقيرة، وهذا دليل على صحة القول بأن القلق ليس مبعثه المادة فقط ونسبة الانتحار في الدول المتقدمة أعلى من نسبتها في الدول المتخلفة والانتحار علامة من علامات القلق.والسبب الرئيسي كم أرى هو إحساس الإنسان بالضياع وفقدان الهدف الحقيقي.إذا استراحت النفس واطمأنت واستقرت من الأعماق وصلت إلى السكينة؛ لأن الذي يؤثر في النفس هو المسائل الذاتية الإنسانية التي تحقق للإنسان إنسانيته ويشعر بها أنه إنسان، وفي ذلك حماية من القلق.وإذا تدبرنا تعاليم الإسلام الحنيف وجدناها كلها تؤدي إلى القضاء على كل سبب للقلق النفسي وتحقيق الاستقرار منها الإيمان بالقضاء والقدر والصبر عند النوازل وللصبر على البأساء والضراء أثر عظيم في مواجهة القلق النفسي.روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ومن يتصبر يصبره الله، ما أُعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر، وكما أمر الإسلام بالصبر فإنه مدح المتحلين به، فقال تعالى (والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين صدقوا وأولئك هم المتقون" صدق الله العظيم. فالإسلام يطلب من الإنسان أن يكون متفائلا مستبشرا دائما حتى في أحلك الساعات؛ لكي يكون قلبه دائما متفتحا للحياة، فيقبل على مزاولتها بهمة لا تعرف الخور وعزيمة لا تعرف الوهن ونفس لا تعرف التشاؤم أو القنوط.