14 سبتمبر 2025

تسجيل

فى رحاب شهر كريم

29 يونيو 2014

الحمد والثناء والشكر للعظيم المنان أن بلغنا رمضان، وجعلنا فى رحابه لننعم ببركاته ونفحاته التى ننتظرها عاما بعد عام وكما يقول علماؤنا لقد أظلنا شهر عظيم، وموسم كريم تضاعف فيه الحسنات، وتعظم فيه السيئات، انه شهر رمضان الذى أنزل فيه القرآن، انه شهر الصيام والقيام، شهر الصدقات والبر والاحسان والتقوى والعبادة، شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، ان شاء الله العلى القدير.شهركريم وفضيل، تفضل الله به على هذه الأمة بخمس خصال لم تعطها أمة من الأمم: الخصلة الأولى خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.الخصلة الثانية: تستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا.الخصلة الثالثة: يزين الله فيه كل يوم جنته، ويقول لعباده: ((يوشك عبادى الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى، ويصيروا اليك)). الخصلة الرابعة: تصفد فيه مردة الشياطين، فلا يخلصون فيه الى ما كانوا يخلصون اليه فى غيره.الخصلة الخامسة: يغفر الله لهذه الأمة فى آخر ليلة منه.الله ما أجمل كرم الله سبحانه وتعالى علينا فى رمضان الذى نحمده جل علاه، مرة أخرى أن بلغنا أيامه ولياليه بكل تلك الفضائل فحمدا وشكرا لك يارب العالمين حتى ترضى وحمدا لك اذا رضيت، وحمدا لك والشكر بعد الرضا.فهو شهر من صامه ايماناً بالله واحتساباً لثواب الله غفر الله له ما تقدم من ذنبه، ومن قامه ايماناً واحتساباً غفر الله له ما تقدم من ذنبه، شهر تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النيران، وفى الصحيحين عن النبى — صلى الله عليه وسلم — أنه قال: ((كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها الى سبعمائة ضعف، قال الله تعالى: الا الصيام فانه لي، وأنا أجزى به، انه ترك شهوته، وطعامه، وشرابه من أجلي، وللصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه)) يفرح عند فطره بأمرين: باستكمال صوم اليوم الذى من الله عليه بصيامه، وقواه عليه، ويتناول ما أحل الله له من طعام وشراب، ويفرح عند لقاء بربه بما يجده عند ربه مدخرا له من أجر الصيام.ولأنى محظوظة بأن يكون مقالى مواكبا لليوم الاول فى رمضان فقد روى انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كان اذا استهلّ هلال شهر رمضان استقبل القبلة بوجهه وقال:«اَللّـهُمَّ اَهِلَّهُ عَلَيْنا بِالاْمْنِ والاِيمانِ، وَالسَّلامَةِ وَالاِسْلامِ، وَالْعافِيَةِ الُْمجَلَّلَةِ وَدِفاعِ الاَسْقامِ، وَالْعَوْنِ عَلَى الصَّلاةِ وَالصِّيامِ وَالْقِيامِ وَتِلاوَةِ الْقُرآنِ، اَللّـهُمَّ سَلَّمْنا لِشَهْرِ رَمَضانَ وَتَسَلِّمْهُ مِّنا، وَسَلِّمْنا فيهِ حَتّى يَنْقَضِيَ عَنّا شَهْرُ رَمَضانَ وَقَدْ عَفَوْتَ عَنّا وَغَفَرْتَ لَنا وَرَحِمْتَنا»كما تتواتر أدعية تخص اليوم الأول منها:اللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامى فيهِ صِيامَ الصّائِمينَ وَقِيامى فيِهِ قِيامَ القائِمينَ، وَنَبِّهْنى فيهِ عَن نَوْمَةِ الغافِلينَ، وَهَبْ لى جُرمى فيهِ يا اِلهَ العالمينَ، وَاعْفُ عَنّى يا عافِياً عَنِ المُجرِمينَ.وأخيرا: انصح نفسى واياكم بأن نستقبل الشهر الكريم بتوبة نصوح، وبالاستعداد التام، والتفرغ للعبادة كالصلاة، وتلاوة القرآن، والذكر والتسبيح والاعتكاف، وترك الذنوب والمعاصي، ورد الحقوق الى أهلها،واعلموا أن الصيام انما شرع ليتحلى الانسان بالتقوى، ويمنع جوارحه من محارم الله، فيترك كل فعل محرم من الغش والخداع والظلم ونقص المكاييل والموازين ومنع الحقوق والنظر المحرم وسماع الأغانى المحرمة، فان سماع الأغانى ينقص أجر الصائم، كل قول محرم من الكذب والغيبة والنميمة والسب والشتم، وان سابه أحد أو شاتمه أحد، فليقل: انى صائم، ولا يرد عليه بالمثل، فلا تجعل أيها المسلم يوم صومك ويوم فطرك سواء، قال النبى — صلى الله عليه وسلم —: ((من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل، فليس لله حاجة فى أن يدع طعامه وشرابه)).وكل عام وقطر أميراً وحكومة وشعبا بخير وصحة وأمن وأمان، آمين يارب العالمين.