13 سبتمبر 2025

تسجيل

خير الشهور

29 يونيو 2014

المجتمع الإسلامي مجتمع متماسك مترابط يتعاون على البر والتقوى، فيخلص العمل لربه ويتقرب إلى الله بالفرائض ،ثم يزيد بالنوافل فيكون عليه من الله حافظ ويكون الله سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشى بها ،فمن يحفظ الله يحفظه ويكون معه يحميه ويرعاه ،فإذا به يسعى ليصلح ما بينه وبين الناس ابتغاء رضوان الله فالحق سبحانه وتعالى فضل هذه الأمة على غيرها من الأمم بما تدعو إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،لذلك تجد المسلم واقفا معتبرا بأيام الله يغتنمها بالذكر والطاعة والقرب لله تعالى ،وهذا هلال شهر كريم وموسم عظيم خصه الله على سائر الشهور بالتشريف والتكريم،وأنزل فيه القرآن وفرض صيامه وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه، فهو شهر البركات والخيرات شهر الصيام والقيام وتلاوة القرآن، شهر الصدقات والإحسان، شهر تضاعف فيه الحسنات وتقال فيه العثرات، شهر تجاب فيه الدعوات وترفع فيه الدرجات وتغفر فيه السيئات وتفتح فيه أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد فيه الشياطين ، شهر رمضان فضائله كثيرة فيجب علينا أن نستقبله بالفرح والسرور والعزيمة الصادقة على صيامه وقيامه، والمسابقة فيه إلى الخيرات والمبادرة إلى التوبة النصوح من سائر الذنوب والسيئات وعن كل ما يؤثر على صيامنا من اللهو واللغو والعبث وارتكاب المحرمات لذلك ينبغي علينا أن نستغل كل دقيقة منه بالإكثار من الأعمال الصالحة، كتلاوة القرآن والذكر والصلاة والصدقة والدعاء وسائر العبادات,إن شهر رمضان شهر عظيم خص الله عز وجل به هذه الأمة وجعله الله ميدانا لعباده يتسابقون إليه بأنواع الطاعات، ويتنافسون فيه بأنواع الخيرات وهو شهر واحد في السنة، وجب على كل مسلم الاستفادة من أيامه ولياليه والإكثار من الطاعات والعبادات. إن شهر الصوم المبارك يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات فالصيام ليس فقط امتناعا عن الطعام والشراب ولكنه قبل ذلك امتناع عن الظلم والعدوان والشهوات وميول الشر لأنه يضبط جماح النفس ويخضع الملذات لإرادة الفرد ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع وعدم الاختيال بالذات مع إحساس بالخشوع والاتجاه الصحيح إلى الله، وهو ما يعزز إيمان الإنسان ويقوي عقيدته ,فالصيام عبادة وقربة لله تعالى فهو يعمق الخشوع والإحساس بالسكينة والتحكم في الشهوات وإنماء الشخصية فلقد علمنا الهدي النبوي أن كل عمل ابن آدم له ؛ إلا الصوم فإنه لله يجزي به الحسنة بعشر أمثالها، وقد خلق الله النهار لننشط فيه ونبتغي من فضل الله، وخلق الليل لنسكن فيه ونهجع فليس الغرض من الصيام تعذيب النفس وتجويعها وإنما الغرض منه التقوى وتربية النفس المؤمنة وتهذيبها ورفع درجاتها وتعويدها على التحرر من شهواتها وملذاتها وترويضها على الصبر وتحمل الآلام والبعد عن المحرمات والترفع بها عن مظاهر الحيوانية التي همها الأكل والشرب وإشباع الغريزة، وتقوى الله عز وجل هي فعل أوامره واجتناب نواهيه بل لابد من إمساك الجوارح عن اقتراف الآثام والذنوب والمعاصي فليتنبه الإنسان لذلك وليبتعد عن كل ما ينقص الصوم ويضعف الأجر ويغضب الله عز وجل من سائر الذنوب والمعاصي كالتهاون بالصلاة والغيبة والنميمة والكذب وشهادة الزور وغير ذلك مما نهى الله عنه، ليتحقق بذلك معنى الصيام من تقوى وإيمان، فالصيام جُنة ووقاية وله فوائد نفسية وعديدة ومن هذه الفوائد إنماء الشخصية أي النضج وتحمل المسؤولية والراحة النفسية فإنه يعطي الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة النفسية ، و الصيام يدرب الإنسان على الصبر والتحمل وينمي قدرته على التحكم في الذات وإنه يخضع كل ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، وكل ذلك يتم بقوة الإيمان وتتجلى في رمضان أسمى غايات ضبط النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة كما أن له فوائد نفسية كثيرة فالصائم يشعر بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية.