13 سبتمبر 2025

تسجيل

التوتر يقتلنا

29 يونيو 2014

كثير من الأشياء حولنا كفيلة بتدمير الأجهزة العصبية وإبقاء الشخص تحت ضغط عصبي رهيب، وذلك يكلفنا كثيرا من رصيدنا الصحي ويضعف جهاز المناعة ويعطل حقوقنا في التمتع بحياة بعيدة عن التهديدات الصحية الخطيرة.. وفي جميع الأحوال، يبدو أننا لا نعيش حياة علمية يتوفر بها أقل الحدود المعرفية بمسارنا الصحي الذي يقينا الأخطار ويرهق قدراتنا البدنية والنفسية.صناعة التوتر نتسبب فيها بصورة ذاتية إلى حد كبير، وفي الواقع فإننا بذلك نؤذي أنفسنا بصورة متعمدة، جهلا أو ضعفا في السيطرة على الأسباب، وقد اطلعت مؤخرا على خبر عن علماء من أمريكا قالوا إنهم قد يكونون توصلوا إلى فهم كيفية تسبب التوتر المزمن في الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، وذلك عبر تحفيز إنتاج أعداد كبيرة من خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن مقاومة الأمراض، مما يقود إلى نتائج عكسية ومضرة للجسم.في اعتقادي أن التعاليم الإسلامية عالجت أسباب التوتر والغضب في كثير من المواضع، قولا أو فعلا أو تقريرا، ولكننا لا نحسن الاقتداء بالمنهج القرآني والنبوي في تجاوز مصاعب الحياة، وإنما نميل في لحظات الغضب والشد النفسي إلى تجاهل ذلك والانحياز إلى الأفكار السلبية التي تجعلنا نستسلم للحظة الانهيار الظرفية ونستجيب للمكدرات والمنغصات لنحصد تبعا لذلك القدرة على التحكم على النتائج التي تترتب عن ذلك.نحتاج إلى عودة بالذات إلى المنبع الديني من أجل الحصول على الحلول للمشكلات النفسية التي كغيرها تبدأ صغيرة ثم تكبر بتضخيم غير مبرر إلى أن تدمر قوانا الكبيرة الكامنة في النفس البشرية التي كما قال الشاعر "وفيها انطوى العالم الأكبر"، من واقع ما يعتمل فيها وما يمكنها أن تقوم به سلبا أو إيجابا.التعامل الذاتي مع التوتر ومسبباته كفيل بوضع حد لأي توتر يصور الحياة قاتمة ومظلمة يفقد فيها الفرد الأمل في كثير من الأشياء، ولكن في تلك النفس نفسها ما يكفل العلاج والراحة، وأول ذلك الصبر واليقين والقناعة والرضا وملك النفس عند الغضب، ذلك يغنينا بكل تأكيد عن أي طبيب ويمنحنا رؤية إيجابية للحياة تجعلنا أكثر سعادة وأعداء للتوتر والغضب والانهيار النفسي الذي يكسبنا المزيد من المشكلات الطارئة والمزمنة، فهل نجلس مع أنفسنا بعيدا عن أي ضوضاء ذات امتداد لمشكلاتنا؟ حين يحدث ذلك نجفف كل منابع التوتر لدينا.