17 سبتمبر 2025
تسجيلللإيمان علامات وللإسلام أمارات تبدو على المؤمن والمسلم ، وتظهر على محياه ، وتبرق على وجنتيه وتنطق بها شفتاه ، لا يستطيع أحد أن يدعي الإيمان أو الإسلام ، لأن عمله بما ادعاه إما أن يصدقه أو يكذبه، فمن ادعى الإيمان فلا بد أن يبرهن على هذا الإيمان ومن ادعى الإسلام لا بد له من الإثبات والتدليل وإلا كان كاذباً. و أهل السنّة والجماعة يعرفون الإيمان بأنه قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالأركان ومعنى قول باللسان : المؤمن المسلم يقول قول الإيمان ، كقولنا : لا إله إلا الله محمد رسول الله ، واعتقاد بالجنان : حديث الجارية : عن معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه قال : كانت لي جارية ترعى غنماً لي قبل أُحُد والجوانية فاطلعت ذات يوم فإذا الذيب قد ذهب بشاة من غنمها ؛ وأنا رجل من بني آسف كما يأسفون – أي أغضب كما يغضب كل إنسان- لكني صككتها صكة ، فأتيت رسول الله فعظم ذلك عليّ- خوفني وأخبرني بأني ارتكبت ذنباً ولوّمه- قلت : يا رسول الله أفلا أعتقها ؟ قال ائتني بها، فأتيته بها فقال لها : أين الله . قالت : في السماء ، قال : من أنا ؟ قالت : أنت رسول الله ، قال : أعتقها فإنها مؤمنة . وعمل بالأركان كحديث : إذا رأيتم الرجل يعتاد المسجد فاشهدوا له بالإيمان. وأركان الإيمان ستة : الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ، وأركان الإسلام خمسة : شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله الحرام لمن استطاع إليه سبيلا . وتتصاغر النعم أمام نعمة الإيمان ، ذكرها الله ممتنا على المؤمنين فقال : واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً ٠٠٠٠وأخبر رسول الله أن الذي يتذوق طعم الإيمان هو مخلوق معين صفاته الرضا بالله رباً وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا فقال : ( ذاق طعم الإيمان من رضى بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا ورسولا ).ذاق طعم الإيمان يعني تذوقه حقيقة يعني صار الإيمان هو الموجه له والمرشد والآمر والناهي من رضى بالله ربا . متى يرضى العبد بربه رباً ؟ عندما يوحده ويعبده وحده لا شريك له ،عندما يجعل العبادة كلها له جل وعلا ويقدم أمره ونهيه ومرضاته وشريعته وما يحبه ويرضاه كما علَّم النبي عليه الصلاة والسلام ابن عباس : إذا سألت فاسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله . عندما تعتقد فيه سبحانه المعتقد اللائق به فلا تؤَوِّل ولا تشبه ولا تخالف ما كان عليه من أخبر بفوزهم ومرضاته عنهم وهم صحابة رسوله ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) ، - وبالإسلام ديناً تعظمه وتعمل به وتعتقد أنه الدين الحق الذي لا يرتضي الله دينا غيره وتكون فخورا بنعمة الله عليك به لا ترى الكمال إلا فيه ولا الصواب إلا فيما جاء به ولا الخيرية إلا في ظلاله . ألا يكفي الإسلام نعمة يفخر به العبد أنه الدين الأوحد الذي لا يرتضي الله غيره ؟ ألا يكفي الإسلام فخرا أنه الدين الأوحد الذي يفوز صاحبه ؟ ألا يكفي أن آخر مستقر صاحبه الجنةُ . -- وبمحمد نبيا ورسولا . تصدقه وتؤمن به وتتابعه وتتمثل أمره ونهيه وتقدمه على كل أحد بعد الله تعالى . ألا يكفي أن الله تعالى توعد من يكفر به بالنار والعذاب والفتنة . فقال ( وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الْأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلَا تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يُؤْمِنُونَ) .