13 سبتمبر 2025
تسجيل* من روائع قصائد الشاعر المتنبي قصيدته التي يمدح فيها سيف الدولة الحمداني التي يقول فيها: عَلَى قَدْرِ أَهلِ العَزمِ تَأتِي العَزائِمُ وتَأتِي عَلَى قَدْرِ الكِرامِ المَكارِمُ وتَعظُمُ في عَينِ الصّغِيرِ صِغارُها وتَصغُر في عَينِ العَظِيمِ العَظائِمُ يُكلّفُ سَيفُ الدَولَةِ الجَيشَ هَمّهُ وقد عَجَزَتْ عنهُ الجُيوشُ الخَضارِمُ ويَطلب عِندَ الناسِ ما عِندَ نَفسهِ وذلِكَ ما لا تَدَّعِيهِ الضَراغِمُ يُفدّي أَتمُّ الطَّيرِ عُمرًا سِلاحَه نُسورُ الفَلا أَحداثُها والقَشاعِمُ وَما ضَرَّها خَلْقٌ بِغَيرِ مَخالِب وقد خُلِقَتْ أَسيافُهُ والقَوائِمُ هَلِ الحَدَثُ الحَمراءُ تَعرِفُ لَونَها وتَعلَمُ أَي الساقِيَينِ الغَمائِمُ سَقَتها الغَمامُ الغُرُّ قَبلَ نُزولهِ فَلما دَنا منها سقتها الجَماجِمُ بَناها فأَعلَى والقَنا يَقرَعُ القَنا ومَوجُ المَنايا حَولَها مُتَلاطِمُ وَكانَ بِها مِثلُ الجُنونِ فأَصبَحَت ومِن جُثَثِ القتَلَى عَلَيها تَمائِمُ طَرِيدةُ دَهرٍ ساقَها فرددْتها على الدِينِ بالخَطّيِّ والدَهرُ راغِمُ تُفِيتُ الليالِي كُلَّ شيءٍ أَخذتَهُ وهُنَّ لِما يَأخُذنَ مِنكَ غَوارِمُ إذا كانَ ما تَنوِيهِ فِعلاً مُضارِعًا مَضَى قَبلَ أن تُلقَى عَلَيهِ الجَوازمُ وَكيفَ تُرَجِّي الرُومُ والروسُ هَدمَها وَإذا الطَعنُ أسَاسٌ لها ودَعائِمُ وقد حاكَمُوها والمَنايا حَواكِمٌ فما ماتَ مَظلُومٌ ولا عاشَ ظالِمُ أَتَوكَ يَجُرُّونَ الحَدِيدَ كأنّما سَرَوْا بِجِيادٍ ما لَهُنَّ قَوائِمُ إِذا بَرَقُوا لم تُعرَفِ البِيضُ مِنهُمُ ثِيابُهُمُ من مِثلِها والعَمائِمُ خَمِيسٌ بِشَرقِ الأرضِ والغَربِ زَحفُهُ وفي أذُنِ الجَوزاءِ منهُ زمازمُ تَجَمّع فيهِ كُل لِسنٍ وأَمُّةٍ فما يُفهِمُ الحُدَّاثُ إِلا التَراجِمُ وَقَفتَ وَما في المَوتِ شَكٌّ لِواقِفٍ كأَنكَ في جَفنِ الرَّدَى وَهْوَ نائِمُ تَمُرُّ بِكَ الأَبطالُ كَلْمَى هَزِيمةً ووَجهُكَ وَضَّاحٌ وثَغْرُكَ باسِمُ تجاوَزتَ مِقدارَ الشَجاعةِ والنُهَى إلى قولِ قَومٍ أَنتَ بالغَيب عالِمُ ضَمَمتَ جَناحَيهم على القَلبِ ضَمّةً تَمُوتُ الخَوافِي تحتَها والقَوادِمُ تَدُوسُ بِكَ الخيلُ الوُكورَ على الذُّرَى وقد كَثُرَت حَولَ الوُكورِ المَطاعِمُ تَظُنَّ فِراخُ الفُتخِ أَنكَ زرتَها بِأُمَّاتِها وَهْيَ العِتاقُ الصَّلادِمُ أَفِي كُلِّ يومٍ ذا الدُّمستُق مُقدِمٌ قَفاهُ على الإِقدامِ لِلوَجهِ لائِمُ وقد فَجَعَتهُ بِابنِهِ وابنِ صهرِهِ وبالصِهرِ حَملاتُ الأَميرِ الغَواشمُ يُسَرُّ بما أَعطاكَ لا عَن جَهالةٍ ولكِنَّ مَغنوماً نجا مِنكَ غانِمُ وَلستَ ملِيكًا هازِمًا لِنَظِيرِه ولكِنكَ التَّوحِيدُ لِلشِرْكِ هازمُ لَكَ الحَمدُ فى الدُرِّ الَّذي لِيَ لَفظُهُ فإِنَّكَ مُعطيه وإنِّيَ ناظِمُ وإِنِّى لَتَعدو بي عَطاياكَ في الوَغى فَلا أَنا مَذمُومٌ ولا أَنتَ نادِمُ أًلا أَيُّها السَّيفُ الَّذي لَيسَ مُغمَداً وَلا فيهِ مُرتابٌ ولا مِنهُ عاصِمُ هَنِيئا يضَربِ الهامِ والمَجدِ والعُلَى وَراجِيكَ والإِسلامِ إنكَ سالِمُ ولِم لا يَقِي الرَّحمنُ حَدّيكِ ما وَقَى وتَفلِيقُهُ هامَ العِدَى بِكَ دائِمُ وسلامتكم...