31 أكتوبر 2025
تسجيلنظرة جديدة للطوارئ عند الإعلان عن عزومة في رمضان، نعم وربما من أكثر الطوارئ صعوبةً في ذلك الشهر استضافة الأقارب أو الأصحاب، ولا بد لكل طارئة من استعدادات لإتمام الأمر بنجاح. فالعزومات مظهر جميل للصلة وخصوصًا في رمضان، فهي تزيد من الترابط والتآلف بين الأهل والأحباب، ولكن تبالغ بعض الأسر في الإعداد لتلك العزائم بشكل مفرط في الإسراف فيتكلفون الكثير من المال والجهد والوقت، والبعض يبذل ذلك رغبةً في الكرم الزائد والحفاوة بالمعزومين والبعض يفعله بغرض التباهي والتفاخر فيما بينهم. فلا بد من ترتيب الأمر على نحوٍ محمود، فعلينا الاهتمام بالسنة وما جاء فيها فلا تنسَ سُنَّة رسول الله صلى الله عليه وسلم على طاولة الإفطار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى الْمَاءِ، فَإِنَّ الْمَاءَ طَهُورٌ» رواه أحمد والترمذي. فاجعل التمر والماء على طاولتك، فإن الإفطار على التمر فيه ثواب كثير وبركة. واجعلوا طعامكم بسيطًا ولا داعي للإكثار من أنواع الأطعمة التي غالبًا ما تُهدَر دون فائدة ولا سيما إذا كان العدد قليلًا، ولتكن الزيادة في كمية الطعام حسب الحاجة وعدد الأفراد وليس لأجل التباهي فنرى الآن البيوت تتباهى في تلك العزومات وخصوصا في رمضان، في حين أن هذا الأمر والإفراط فيه يُعد ثقلا على رب الأسرة، فإذا أعلنت عزومة في رمضان تكفَّل رب الأسرة بتجهيز الأموال الكافية لها وأعد لها حالة طوارئ ربما كلفته ما لا يطيق.ونوجه نصيحة موجزة للنساء: اتقين الله في العزومات ولا داعي للإسراف الممقوت الذي يستنزف رواتب الأزواج في هذا الشهر الكريم.فالمقصود من العزومات ليس التباهي والتفاخر والتعدد المبالغ فيه للطعام والشراب، وإنما المقصود منها التودد والتراحم وصلة الرحم وإظهار المحبة والتذكير بأمر الله.ولتحرص الأُسَر على تحضير غرفة مرتبة وهادئة للصلاة توجد بها سجادات الصلاة وبعض المصاحف حتى تقرؤوا بعضَ آيات الله ولو كانت قلائل، فإن عملًا كهذا فضله عظيم.ولنحرص جميعًا على إبقاء الأحاديث المتناولة ضمن العموميات، وعدم الغيبة والنميمة بحق أحد، فهذا محرم في غير رمضان، وهو بلا شك أشد حرمة في رمضان، ولتجعلوا من ذكر الله حديثًا، فما أطيب اجتماعنا في رمضان وجميع الأوقات على ذكره تعالى.والحديث عن العزومات لم نقصد به أن تبخل على نفسك وأقاربك بهذا الأجر الكبير للصلة وإفطار الصائمين فلا تودهم توفيرًا للعزومات، ولكن المقصود هو التوسط والاعتدال في الشراء والمأكولات والمشروبات، وألا ننسى الحكمة من الشهر وهي التقوى والعبادة، فاجعل طوارئ البيت لزيادة التقوى والإقبال على العبادة بهمَّة وجدٍّ.