15 سبتمبر 2025

تسجيل

التشتيت التكنولوجي

29 مايو 2016

الآيباد والتابلت والهواتف الذكية والكمبيوتر وألعاب الليزر من أهم الهدايا التي يطلبها الأولاد هدايا بعد تفوقهم في الدراسة ونجاحهم ؛ خاصة بعد إنتهاء المدارس وبدء العطلة الصيفية ، بل وتحرص أسر عديدة على توفير هذه الألعاب الإلكترونية لأبنائهم ظنا منها أنها توسع من مداركهم وتنمي من ذكائهم دون أن نعلم أن الإدمان على هذه الوسائل قد يسبب أمراضاً عديدة ، منها :- على سبيل المثال لا الحصر.. أولا : أمراض نفسية كإضطرابات في النوم والقلق والتوتر والاكتئاب ، والعزلة الاجتماعية والإنطواء والإنفراد بالكمبيوتر، وانعزال الطفل نفسه عن الأسرة والحياة والإكتئاب والإنتحار. ثانيا : أمراض العيون وضعف النظر والرؤية الضبابية وألم ودموع في العينين. ثالثا : ضعف التحصيل العلمي ورسوب وفشل في الدراسة وعلامات منخفضة. رابعا : ظهور السلوكيات السلبية مثل العنف والقسوة وضرب الإخوة الصغار ، وعدم سماع الإرشاد والتوجيهات والتمرد ومشاكل صحية وألم في أسفل الظهر وآلام الرقبة ، وضعف في عضلات المثانة والتبول اللاإرادي ، وضعف في الأعصاب وخمول وكسل في العضلات ، وإمساك بسبب الجلوس المستمر واللعب بالألعاب الإلكترونية. خامساً : إيذاء الإخوة بعضهم بعضاً من خلال تقليد ألعاب المصارعات وتطبيقها في الواقع ، حيث تخلق روح التنافس بين اللاعبين. ورغم إدعاءات الكثير من أصحاب الشركات والمشاريع بأن دخول التكنولوجيا في أيدي الأطفال حتى داخل الفصل الدراسي هو ثورة في العلم ومن الممكن المساهمة في عملية جودة التعليم، فقد كشفت دراسة أمريكية تؤكد ما ذكرناه عن الأضرار من إستخدام تلك الأجهزة ، وأن التلاميذ الذين يسمح لهم باستخدام أجهزة اللاب توب أو التابلت داخل الفصول يكون أداؤهم أسوأ من هؤلاء الذين لا يستخدمون هذه الأجهزة ، كما وأن التلاميذ الذين يسجلون معدلاً تراكميا أولياً أعلى هم الأكثر تضرراً. وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أنه بينما يرى البعض أن أجهزة اللاب توب تساعد التلاميذ في تدوين الملاحظات والفهم، إلا أن الكثير يقولون إنها شكلا آخر من أشكال التشتيت لدى التلاميذ. وخلال بحث في تأثير استخدام أجهزة اللاب توب أو التابلت داخل الفصول على أداء التلاميذ في دورة تدريبية حول الاقتصاد التمهيدي وما إذا كانت تجهيزات الفصول تمنحهم خيارات في استخدام أجهزة اللاب توب أو التابلت أو تدوين الملاحظات ومقارنتهم بجماعة ، تم إختيارها ولم يسمح لهم باستخدام أجهزة اللاب توب أو التابلت داخل الفصول. وتم السماح للمجموعة الأولى : باستخدام أجهزة اللاب توب أو التابلت داخل الفصول لأهداف تتعلق بالدرس وفي حال تشتيت ذهن الطالب يمكن للأساتذة التدخل ومنهم من استخدم تلك الأجهزة. أما المجموعة الثانية : فقد سمح للتلاميذ فقط باستخدام أجهزة التابلت مع جعل الشاشة واضحة ومرئية بالنسبة للأساتذة. وعند ظهور نتائج الإمتحان النهائي وجد الباحثون أن استخدام أجهزة اللاب توب أو التابلت داخل الفصول تسبب في انخفاض إجمالي في المعدل المعياري للتلاميذ بعكس المجموعة الأخرى. وأخيراً إننا لدينا قاعدة ذهبية وهي أن خير الأمور الوسط فمن الصعب أن تمنع أولادك من استخدام تلك الأجهزة ولكن على الأقل يجب أن يكون له وقت محدد وتكون تحت اشراف من الاسرة وولي الامر ، وألا تكون في أي وقت من أوقات الدراسة لأنها مضيعة للوقت وقادرة على التأثير على تحصيلهم بشكل لا يمكن تصوره ولله الامر من قبل ومن بعد،،،، وسلامتكم.