11 سبتمبر 2025

تسجيل

المصريون يعاقبون السيسي وصباحي

29 مايو 2014

باختصار .. المصريون عاقبوا الانقلابي عبد الفتاح السيسي والديكور الانتخابي حمدين صباحي، وأعلنوها مدوية: هؤلاء لا يمثلوننا.. لا السيسي ولا صباحي يمثلون المصريين الذين قالوا كلمتهم وقاطعوا مسرحية هزلية اسمها "انتخابات رئاسية"، ولم ينفع الترهيب والترغيب والتهديد ولا الإجازات مدفوعة الثمن ولا حملات الإعلام المسعور الممول بأموال خليجية.. لم ينفع هذا كله ولم يتوجه لصناديق الاقتراع إلا أقل من 8% من المصريين معظمهم حشدتهم الكنيسة القبطية، حوالي 5% والباقون من الفلول والبلطجية وبعض الأفاقين والعسكر والنخبة العفنة و"مناضلي" حمدين صباحي و"أولياء" حزب النور.فشلت الانتخابات فشلا ساحقا مدويا لم يستطع حتى الإعلام الانقلابي أن يتجاهله، وانقلب "العرس الانتخابي" إلى سرادق للنواح والبكاء واللطم والشتائم للشعب المصري، فشل الكذب والتزييف والتزوير وبيع الخيالات والأوهام وتسويق المشير على أنه النبي والمخلص والمبعوث الإلهي لإنقاذ الشعب، وتبخرت في الهواء أكاذيب خالد يوسف، وخرج التزوير الأكبر، وضاعت في الزحام أصوات 30 مليون زعموا أنهم خرجوا يوم 30 يونيو الماضي، وتم الانقلاب على السلطة والشرعية والرئيس المنتخب وإرادة الناس باسمهم في 3 يوليو.مقاطعة 92% من المصريين لانتخابات الزور، صفعة للفلول والعسكر والانقلابيين والإعلام الكذاب والمال الخليجي الفاسد، وصفعة كبيرة من الشعب المصري لمن يعتقد أنه يستطيع أن يتلاعب به، فهذا الشعب الذي اقتلع حسني مبارك الذي جثم على صدر مصر 30 عاما، قادر على اجتثاث المزورين الصغار، وأصحاب الوسامة والعشق وهم لا يملكون من أي شيء إلا أقبحه، وهم الذين حاولوا أن يسحروا أعين المصريين، فكشف هذا الشعب أنه أقوى من السحرة.صفعة المصريين للانقلابيين أصابتهم بالجنون وفقدان العقل، فشتموا الشعب على الشاشات وفي مكبرات الصوت، وهددوا من لا يذهب إلى الانتخابات بالغرامة والتحويل إلى النيابة، وهددهم السيسي بأنهم ينتظرون ما يسوؤهم، فكان جواب 9 من كل 10 مصريين للسيسي وصباحي واشياعهم: اذهبوا إلى الجحيم. واعتبروا المقاطعين غير مصريين ومش ناس ولا يستحقون الجنسية.لماذا يشارك الناس في انتخابات نتائحها محسومة سلفا، ولماذا يشارك الشباب في انتخابات يرونها محبطة ويائسة، ولماذا يصدق الناس إعلاما تعود على الكذب والترويج للاستبداد، ولماذا يشارك المصريون في انتخابات تعيد رجال مبارك الذين ثاروا ضدهم، ولماذا يشارك الناس في انتخابات يتصدرها محتالون منقلبون على ثورة يناير، ولماذا انهارت الشخصية الاسطورية للسيسي التي تم النفخ فيها منذ عام؟الإجابة بسيطة وهي أن المصريين أرادوا أن يقولوا للجميع: لن تضحكوا علينا، ولن تبلعونا مؤتمراتكم الفارغة ولا مرشحكم الذي لا يمتلك لا برنامجا ولا وسامة مزعومة حتى لو نظمت له أحزاب وهمية كرتونية آلاف الحملات الصورية، وحشد له حزب الزور كل شهود الزور. قال المصريون بعبارة واضحة وبلغة فصيحة: لا تفويض لانقلابي ولا لحكم العسكر ولا لانتخابات وهمية هزلية، ولن ترهبونا بالمخاوف الأمنية ودعاوى الإرهاب الباطلة، ولن تقتلوا فينا جذوة الثورة رغم حفلات الرقص الماجنة التي أرادت تحويل مصر إلى كازينو في الهواء الطلق.لقد أبدع المصريون وصنعوا المفاجأة الكبيرة بقول لا للسيسي .. ببساطة 92% من المصريين قالوا لا للسيسي دون خوف أو وجل رغم اتهامات الخيانة لبعض أفاقي الإعلام الذين ادمنوا العمل كـ "مخبرين" للشعب المصري كله، والذين عبروا عن "إحباطهم" من الشعب، والخوف من عودة الإخوان إلى المسرح السياسي، وكان الإخوان خرجوا منه أصلا.. هؤلاء هم "مزامير الشيطان".الشعب المصري قال: نعم للشرعية، تستطيعوا أن تسرقوا اصواتنا، ولن تستولوا على إرادتنا ولن ننبطح أمامكم حتى لو تجاوز عدد المعتقلين 41 ألف معتقل وحتى لو وصل عدد الشهداء والجرحى 22 ألف شخص، وحتى لو اعتقل 3000 من قادة الإخوان و500 من شباب ثورة يناير وآلاف الناس العاديين.الشعب المصري قال كلمته: لا للانقلاب ولا للسيسي ونعم كبيرة جدا للشرعية وإرادة الشعب، فهل يعي الانقلابيون والعسكر والفلول وممولوهم الخليجيون ذلك.