14 سبتمبر 2025
تسجيلمنذ اللحظة الأولى التي توجهت فيها إلى شركة السياحة لإصدار تذكرة السفر، والحسد لم يتوقف.. بداية من الموظفة السورية التي أصدرت التذكرة، مرورا بالمضيفة الأرضية الأيرلندية بمطار دبي التي منحتني بطاقة الصعود إلى الطائرة، وحتى ذلك الصديق "النقاق" الذي اتصل بي من القاهرة بمجرد أن دخلت غرفتي بالفندق فور وصولي إلى العاصمة "بورت لويس"، ولم يكن صاحبنا يعلم أنني سافرت إلى موريشيوس لحضور اجتماعات كونجرس الفيفا، فأمطرني بوابل "نقه" أو "نئه".. وسواء كانت بالهمزة أو بالقاف، فتأثيره وصلني، وبركته حلت عليّ! وبصراحة لزوجتي أيضا كل الحق لأن تشك هي الأخرى.. فكونجرس إيه الذي سيقام في موريشيوس، وهي الجزيرة التي لا يسمع بها الناس سوى في العروض السياحية لشركات الطيران.. لذلك وجدت سؤالها منطقيا عندما رمته في وجهي وهي تعد لي حقيبة السفر متهكمة قائلة: ".. وطبعا حتاخد المايوه معاك!".. والله يرحمك يا "ملواني".. فعلا هو ده الاجتماع اللي "بيقلعوله"!. والحمد لله أنني لم أقع في مشكلة زوجية، لأن زوجتي أصبحت تفهم بلاتر جيدا ودوافعه مثلما أتفهمه أنا، فمازالت تتذكر أن الفيفا نظم كونجرس 2009 في جزر الباهامز.. وعلى ما يبدو أن الرجل كل أربع سنوات ينظم "كونجرس ترفيهيا" يغير فيه أعضاء الاتحادات الوطنية "الجو".. ويكون تمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة، والتي أصبحت تجرى دائما في السنة التالية لعام كأس العالم مباشرة.. وبالتالي لم يعد هناك مجالا لـ"الفسحة" سوى في السنة التي تسبق كأس العالم! ففي 2005 كان كونجرس الفيفا في مراكش، وقتها قضت وفود الاتحادات الوطنية ليالي لا تنسى في صحراء المغرب، علما بأن الفيفا حينها هو من تولى التنظيم بالكامل، وانزعج المغاربة حينها لأنهم فازوا بالصيت دون الغنى.. حتى إن الفيفا استورد من دول أوروبا كل لوازم حفل العشاء الرئيسي المقام على شرف الوفود، بما في ذلك شحنة طماطم تكلفت 15 ألف يورو قدمت إلى مراكش من سويسرا.. وكانت صناديقها لا تزال تحمل اسم بلد المنشأ: "منتوج من المغرب"!! وفي 2009 كان كونجرس الفيفا في الباهامز، وفيه قضى المحظوظون من أعضاء وفود الاتحادات الوطنية الذين أسعدهم الحظ وحضروه، كل أيامهم ولياليهم في فندق أتلانتس الفخم الشهير الذي استقطع مساحة أرضه وشواطئه من أفضل بقعة بالعاصمة "ناسو".. فكانت رحلة الوفود من المطار إلى الفندق، ثم من الفندق إلى المطار.. وما بين المشوارين.. لعب وجد وحب!. الجد كان في قاعة الكونغرس، واللعب طبعا كان في كازينو أتلانتس.. وهو أكبر صالة قمار في جزر الكاريبي.. ومن سوء حظ السادة أعضاء الوفود أن الكازينو كان يقع بين مبنى إقامة الوفود وقاعة اجتماعات الكونغرس، وللعبور المختصر من مبنى الإقامة إلى القاعة وبالعكس عليك اجتياز الكازينو فتدخل من باب وتخرج من آخر.. وأقول من سوء حظ الأعضاء لأن بعضهم ممن ليس لهم في اللعب، مثل بعضاً من "جماعتنا"، فكانوا يعبرون مسرعين مرددين: "أستغفر الله العظيم".. أما من لهم في اللعب، فقد خسروا المبالغ التي حصلوا عليها كبدل سفر، سواء من اتحاداتهم أو من الفيفا.. بعضهم أنفقوها عن آخر "سنت".. بل منهم من استدان للعب من جديد أملاً في استرداد ما خسر.. فما كان منهم في آخر الأمر، إلا أن وقفوا على باب الكازينو مرددين: "..الله يخرب بيتك يا بلاتر!". يا ترى يا بلاتر يا جميل.. "مخبي" لنا إيه هذه المرة في "نزهة" كونجرس موريشيوس 2013..؟!