18 سبتمبر 2025
تسجيلكثرت في الفترة الأخيرة الشكاوى من سوء معاملة بعض الناس للعاملين لديهم، سواء من الخدم أو السائقين أو العاملين أو غيرهم، ووجب علينا أن نقف لنحاول الحد من هذه الظاهره التي لا تمت لديننا الإسلامي أو عاداتنا وتقاليدنا أو إنسانيتنا بأي صلة. الخدم هم بشر ولكن ظروف الحياة أجبرتهم على التغرب والعمل في هذه الوظائف، يعانون من الغربة يعانون من ترك الأبناء والأحباب، يعانون من الجهد الكبير في العمل، ويأتي البعض يزيد عليهم هذا بالذل وسوء المعاملة والإهانة، التي في رأيي والله لا تعتبر إلا ذلا وإهانة لأصحابها، وليس للخدم.سأبدأ حديثي عن بعض الطالبات ممن يهينون كرامة الخدم ويتركونهم يقومون بالانتظار لساعات طويلة تحت أشعة الشمس لحين انتهاء المحاضرة، ولماذا كل هذا؟ لكي تحمل حقيبتها لمسافة، أو لتفتح باب السيارة لها، أو فقط لتمشي جنبها والذي تعتبره بعض ناقصات العقل (كشخة). يا اختي تخيلي أن يأتي أحد أقوى منك ويفعل نصف ما تفعلين بها، نحن لا نطيق الانتظار في الأماكن المكيفة لدقائق معدودة، ونرى بعض الشغالات ينتظرن لساعات طويلة تحت أشعة الشمس وبدون سبب. ترى الخادمة وقد ملأت عينها نظرات الإهانة والاستصغار وهي فقط جالسة لا حول لها ولا قوة، إلا انتظار فتاة قد تكون أصغر من ابنتها لكي تحمل حقيبتها. أقسم بالله العظيم أنه منظر يجرح الخاطر ويدمع العين، وتذكري اختي أن هذه الأفعال هي انعكاس لبيتك ولأهلك. والله حرام.وأيضا من الأمور التي يجب الوقوف معها، هو اصطحاب الخدم لتناول وجبة غداء أو عشاء، ترى العائلة في داخل المطعم تأكل مما لذ وطاب من الطعام والعاملة تنتظر في الخارج وفقط تناظر الطعام والسائق ينتظر في الخارج، سؤال هل سينقص منكم شيء لو أكلوا معكم؟ يا اخواني إن قيمة هذه الوجبة التي سنأكلها قد يزيد عن سعر راتب هذه الخادمة أو هذا السائق، هل تستطيع أن تفكر ولو للحظة عن شعورهم وهم يرونكم تتلذذون بالطعام وهم لا يجدون إلا بقايا الطعام في المنزل؟ومن الأمور التي أود أن انوه عنها هو في اصطحاب الخدم في الأسواق وهم يرون الأسعار التي تدفع على بعض الأشياء، فمثلا تنظر الخادمة إلى سعر شنطة قد تساوي راتبها لمدة سنة، وقد يرى السائق قيمة غرشة عطر تساوي راتب الشهر، لنحاول أن نخفي هذه الأشياء عنهم خصوصا أيام الأعياد لنحاول إخفاء الفواتير عنهم.وهناك أشياء كثيرة أخرى أود التحدث عنها ولكن لا يسعني المجال للتحدث عنها في هذا المقال. وسأحاول إن شاء الله أن أتحدث عنها في المستقبل. ولكن لا يسعني إلا أن أقول: اتقوا ربكم في من ولاكم الله عليهم، لن أقول لكم ضعوا أنفسكم مكانهم لأنه مهما حاولنا لن نستطيع. ولكن تذكروا أنكم محاسبون بين يدي رب العالمين عنهم. وفي النهاية أقول كلنا بشر ولا فرق بين أحد منا مهما كانت مرتبته إلا بالتقوى، وانتبهوا إخواني من ظلمهم، فدعوة المظلوم مستجابة عاجلا أم اجلا. لنحاول أن نهون على هؤلاء الضعفاء غربتهم، ولنبدأ من الآن وليذهب كل شخص منا إلى من يعمل لديه في البيت. فلنجرب أن نعطيه كرت تعبئة أو نطلب له وجبة عشاء من الخارج أو نعطيه شيئا بسيطا من النقود ونرسم الابتسامة على وجوههم.