31 أكتوبر 2025

تسجيل

اليمن.. هل يعود الأمل؟

29 أبريل 2015

انكشف المستور وبانت حقيقة المبعوث الأممي السابق جمال بن عمر، بل إنه دس في التراب أنف أكبر منظمة عالمية يعول عليها بناء السلام وحفظ الأمن، حينما قرأ تقريره الأخير المليء بالكذب والانحياز أمام أعضاء مجلس الأمن الدولي في جلسة عقدت أصلا بعد نفاد المهلة التي منحت لتطبيق القرار 2216 الذي تتضمن بنوده تطبيع الأوضاع وتسليم السلاح للدولة والعودة عن الانقلاب وتمكين الرئيس الشرعي عبد ربه منصور هادي من مزاولة مهامه الدستورية على التراب الوطني. كان اليمنيون ينتظرون كجزء من إعادة الأمل أن يدعو بن عمر صراحة إلى تحرك دولي لمعاقبة الحوثيين وحليفهم المخلوع الذين لم يطبقوا القرار، لكنه قال وبدون أي اعتبار لشعب يئن من المعاناة والألم إن عاصفة الحزم أفسدت عليه اتفاقا كان التوقيع عليه وشيكا لحل الأزمة، ونسي بن عمر أو تناسى أنه قال في آخر زيارة لصنعاء وهي تحت سيطرة المليشيات: إن اليمن يقترب من حرب أهلية، لم يدن المبعوث الأممي الانقلاب على رئيس شرعي، بل إنه استخدم دبلوماسياته "الفذة"! لزيارة الرئيس الشرعي في مقر إقامته الجبرية.وهذه نقطة سوداء مخزية سيسجلها تاريخ منظمة الأمم المتحدة عندما شرعنت انقلاب جماعة مسلحة على رئيس انتخبه 6 ملايين من البشر. وبينما تطبخ المؤامرات كالعادة في أروقة المنظمة الدولية التي لا يعترف بها الحوثيون أصلا رغم مهادنتها المفضوحة لهم وتحدث مبعوثها عن مسؤولية كل الأطراف في انهيار البلاد ولا أدري ما هو المقصود بالأطراف، هل أطراف القتلى والجرحى التي تملأ الشوارع أم الأطراف التي يُخفي وراءها فشله الذريع ومراوغاته وحديثه الدائم عن أن الوضع يسير نحو الانفراج، بينما كانت مدن اليمن تسقط الواحدة تلو الأخرى، دون أن يتفضل بن عمر في كل إفاداته بإطلاع المجتمع الدولي على حقيقة ما يجري. وفي حين ينشغل المجتمع الدولي بالحديث عن مخرج سياسي للأزمة، يبحث الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح عن خرم في سماء البلاد أو بحرها للفرار بجلده بعد أن تلقى تهديدا مباشرا بالتصفية الجسدية من قيادة حلفائه في حال سعيه لإبرام تسوية مع دول التحالف وإعطاء أوامره بانسحاب قوات الحرس الجمهوري والقوات الخاصة الموالية له من القتال ضد الشعب اليمني في محافظات عدة أبرزها عدن وتعز ومأرب ولحج وأبين وشبوة وتحولها إلى مدن منكوبة، وكانت جهود المخلوع باءت بالفشل بسبب الحظر الجوي حين حاول قبل أيام الهروب بطائرة عسكرية روسية أهدتها له موسكو ضمن صفقة سلاح جرت بين البلدين إبان فترة رئاسته.وهنا تمر الدقائق والساعات وكأنها أشهر على نفسية صالح وأقاربه ومن يرفع علم زعامته الوهمية مع تزايد حدة الخلافات بين أمراء الحرب في صنعاء.بعد انقشاع غبار عاصفة الحزم وتحقيق معظم أهدافها العسكرية الإستراتيجية، وبدء غيوم عملية "#إعادة _الأمل"، يتساءل اليمنيون المؤيدون والمعارضون لما يحدث وأول أسئلتهم الملحة: هل إضعاف قوة الحوثيين وحليفهم يعني نهاية المعركة؟ لماذا يعاقب كل الشعب بالحصار والجوع والخوف؟ ومتى سيستجاب لاستغاثات المقاومة الشعبية لتحصل على السلاح النوعي الذي يغير إيقاع الحرب؟ كيف سيتم التغلب على الوضع الإنساني الكارثي الذي يتفاقم يوما بعد يوم؟ هل من أفق للحل السياسي؟ لماذا لم ير السكان حتى الآن قصور المخلوع ومنازل أقاربه ودهاليز الحوثي تقصف كما تقصف منازل المدنيين من قبل الميليشيات لكي يتساوى الجميع في الشعور بالألم وربما يجعلهم ذلك يعدلون عن سياسة الأرض المحروقة؟.تواصل مقاتلات دول التحالف العربي قصف مناطق تمركز الحوثيين وقوات المخلوع وتجفيف منابع التموين والإمداد، لكن يبدو أن غرفة العمليات المركزية تعاني من ضعف استخباري على الأرض اليمنية، ذلك أن كثيرا من الأهداف الإستراتيجية المسؤولة عن ترويع الشعب اليمني وسفك دماء المدنيين لا تزال نشطة وتتحرك بسهولة بين نقطة وأخرى، يقابل ذلك قصور يستثير ردود فعل سلبية قد تدفع كثيرا من اليمنيين إلى الصف المعادي لدول التحالف العربي ولشرعية الرئيس هادي، وهنا يمكن التطرق إلى جوانب القصور وهي: * استمرار الحظر الجوي على الطيران المدني القادم إلى اليمن مما حول آلاف اليمنيين إلى عالقين في بلدان كثيرة فعلى سبيل المثال يوجد في مصر نحو 5000 يمني انقطعت بهم السبل ومثلهم في الأردن والهند وماليزيا.* عدم التفكير جديا في إنشاء مناطق إمداد آمنة في حضرموت وغيرها لتسهيل حياة السكان وتخفيف معاناتهم جراء انعدام المشتقات النفطية والغذاء والدواء. * عدم تقديم تسهيلات حقيقية لعلاج الجرحى والمصابين خارج البلاد بعد أن غصت المستشفيات والمراكز الصحية بأعداد مهولة، في ظل شح المياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهربائي بشكل كلي. على المملكة العربية السعودية التي تقود دول التحالف العربي أن تدرك أن عليها مسؤولية أخلاقية وإنسانية كبيرة تجاه تخفيف معاناة الملايين من الشعب اليمني وأن تسعى إلى ممارسة ضغوطها لفرض حل سياسي لا يكون للرئيس المخلوع وعبد الملك الحوثي أي دور فيه وذلك قبل أن يتبدد الأمل وتتموضع تفاصيل الأزمة السورية في اليمن.