14 سبتمبر 2025

تسجيل

الخليج العربي أمام منعطف تاريخي حاسم

29 أبريل 2015

في ظل الأجواء المحتقنة والحساسة في الشرق العربي، ومع مضي عاصفة الحزم في تحقيق أهدافها وتوسيع إطارها لتشمل ملفات إقليمية ساخنة أخرى ذات صلة مباشرة بالصراع الإقليمي المحتدم، يدور صراع ساخن وحاسم لإنهاء ملفات إقليمية مهمة طال أمدها وتشعبت زواياها وهي اليوم أمام الاختبار النهائي والحاسم.لقد حققت (عاصفة الحزم) مفاجأة إستراتيجية كبرى وقلبت أوراق الطاولة بشكل كامل، وأنهت مرحلة فوضوية اتسمت باتساع التدخل الإيراني الفظ في شؤون المنطقة ووصوله لمرحلة عميقة جدا كان من الضروري التصدي لها لكونها تهدد بإسقاط النظام السياسي العربي وفرض حالة فوضوية شاملة كما حدث في الساحتين العراقية والسورية. دول الخليج العربي تواجه اليوم تهديدات خطيرة ومختلفة في ظل تصاعد النزاعات الطائفية في المنطقة ودخولها مرحلة الانتشار وسط أجواء تهديدية ورياح صفراء تهب على المنطقة، فالتهديدات العبثية والعدوانية والجوفاء التي يطلقها قادة الحرس الثوري الإيراني ضد المملكة العربية السعودية وعموم دول مجلس التعاون الخليجي لا يمكن أبدا أن توفر أجواء تفاهم أو تمد جسور الثقة بين أطراف النزاع والذي تتحمل حكومة طهران بأيديولوجيتها ودورها التمويلي المباشر قدرا مركزيا من الأزمة الناشبة والتي تهدد بالتوسع في ظل التهديدات والحملات الإعلامية المفتقدة للكياسة والمنطق، دول المنطقة محاطة بعناصر أزمة مشتعلة، وأوضاع العراق الداخلية المشتعلة والتي دخلت في خانة الحرب الأهلية الطائفية بعد أن ضعفت الدولة المركزية وتغولت الميليشيات الطائفية،لا تبشر بخير في ضوء استفحال قوة الميليشيات الطائفية التي أسهمت وتساهم في تكسيح المناعة الوطنية ورسم خطوط التقسيم والتشظي، بل وتهديد دول الجوار، فالميليشيات السائبة في العراق وقد تعدت على سيادة الدولة الوطنية باتت أداة جاهزة في تعكير السلم الإقليمي.ومن يتابع تحركات وتصريحات وجولات قادة تلك الميليشيات سيدرك على الفور أي أجندات وأي مخططات توجههم وترسم معالم تحركهم ضمن عملية التخادم الطائفي التي برع في استغلالها النظام الإيراني منذ عقود مضت!. لاشك أن عاصفة الحزم بكل أبعادها الإقليمية ودلالاتها الإستراتيجية قد جاءت في وقتها كاستجابة ميدانية وقوية وفاعلة للتحديات المفروضة، وهي لا تشكل حالة عدوانية بقدر ما هي حالة دفاعية لإجهاض مخططات الشر والعدوان ولفرض السلام الأهلي والإقليمي بعيدا عن أي أجندات فوضوية تعمل عليها بعض الأطراف منذ عقد ونيف من السنين!، ويشكل الشرق العربي اليوم حزاما متفجرا للأزمات بعد وصول الثورة الشعبية السورية لحافات دموية صعبة ودخول النظام السوري في ربع الساعة الأخير من سباق الوجود أمام حقيقة هزائمه الميدانية الأخيرة التي تؤذن بإرهاصات الرحيل والتلاشي مع ما يعنيه ذلك من تطورات ونتائج ستغير من شكل وطبيعة عملية إدارة الصراع الإقليمي.وفي العراق تتسارع الأحداث في سباق المسافات الطويلة بين الدولة المركزية والميليشيات التي تحاول الاستيلاء على السلطة وفرض وقائع ميدانية من شأنها حماية المواقع الطائفية المتهاوية بعد هزيمة وانهيار المشروع الإيراني في الشرق وتصاعد الضجيج الإعلامي القادم من طهران والمهدد بالويل والثبور لدول المنطقة في جولات تسخين إعلامية لا يمكنها أبدا تدارك التطورات المتسارعة!.فالصراخ والتهديدات الهوجاء لا يمكنها أبدا أن تكون بديلا عن الحوار أو الإصغاء لصوت العقل وحكمة المنطق!، ودول الخليج العربي وهي تخوض منحنيات الصراع تدرك أن التحديات كبيرة وأن تعزيز الترابط والتلاحم وزيادة التنسيق هو الدواء الشافي لكل مواطن الخلل من أجل بناء سلام إقليمي يتجاوز حالة التوتر التي تعيشها المنطقة منذ ثلاثة عقود ونيف، لا شك أن الخليج العربي بعد عاصفة الحزم لن يكون أبدا مشابها لما قبلها!، وهنالك متغيرات إيجابية قادمة لاحت إرهاصاتها تؤكد أن الخليج يسير في طريق الخير والسلام الذي هو هدف وخيار كل الأحرار.