10 سبتمبر 2025
تسجيلفي البداية أقول: إن الحياة مقدسة لكل كائن حي على وجه الأرض، وإن الإنسان أرقى الكائنات على الإطلاق وأكرمها وهو الأجدر بهذا الحق بأنه لا يكتفي للحفاظ عليها بجني ثمارها التي تجود بها يد الله في الطبيعة، كما هو الشأن لدى الحيوان بل يعمد من خلال توظيف كل إمكانياته العقلية وطاقاته الجسدية إلى إقامة علاقة بيئية إيمانية. فإدراج الإيمان بوجود الله ـ سبحانه وتعالى ـ ضمن علاقة الإنسان بالبيئة من خلال عدة أمور أذكرها، أولا: الدلالة الألوهية على ربوبيته ووحدانيته وقدرته وحكمته ولطفه بالحث على التفكير والبحث في طلب العلم وتبديد ظلام الجهل والخرافة، ففي الآية الكريمة قوله تعالى: ((قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشئ النشأة الآخرة إن الله على كل شيء قدير)) سورة العنكبوت آية (20)، تحث هذه الآية الكريمة الباحثين على السير في الأرض ليكتشفوا عن كيفية بدء خلق الأشياء من حيوان ونبات وجماد، فإن آثار الخليقة الأولى متطبعة بين طبقات الأرض وعلى ظهرها وهي لذلك سجل حافل بتاريخ الخليقة منذ بدئها حتى الآن، وبذلك يستنتج أصل الإنسان بالبيئة.. ثانياً: الدلالة على أن الله سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة لا تخفى عليه الظواهر ولا السرائر والضمائر وإن دقت وخفيت، ففي الآية الكريمة قوله تعالى: ((ألم تروا أن الله سخر لكم ما في السموات وما في الأرض وأسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة، ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير)) سورة لقمان آية (20).. يكون تسخير البيئة للإنسان بكل ما يتضمنه من تزويد بمختلف الموارد الطبيعية واستيعاب لمخلفات وفضلات جميع أنشطته، لذلك يستنتج وظيفة الإنسان بالبيئة بأنه لا يكون دعوة للتواكل، وذلك بتقليل قدرة الإنسان على التعامل الإيجابي والفاعل مع البيئة حتى يستطيع أن يأخذ منها قوته ويستمد منها حاجاته.. ثالثا: الدلالة على التذكير بنعمه وإحسانه والتحذير من الركون إلى الدنيا واتخاذها وطناً مستقراً، بل نسرع فيها السير إلى دار الآخرة، ففي الآية الكريمة قوله تعالى: ((هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور)) سورة الملك آية (15)، وعلى هذا الأساس بأن جعل الله الأرض من طبيعتها يستطيع العيش عليها ولا تكون غريبة عنه، فالإنسان لا يكون منفصلاً عن البيئة، ومن هنا يستنتج يكون جزءاً منها أو أحد عناصرها بكل ما يترتب عن ذلك من جوهر جدي