26 أكتوبر 2025
تسجيلفي هذا اليوم سأتحدث بمناسبة أسبوع الشجرة الذي ينثر بذوره علينا من ( 1 - 7) من شهر نوفمبر من كل عام ينادي لزراعة النباتات ومنها الأشجار. ولهذا العام كلمة ازرعها احتفالا بالحياة (فالاشجار حياة)، فالجميع مسؤول بزراعتها، وهذه المسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع لمنتسبي الأرض والوطن من الإدارات والوزارات والمؤسسات، سواء كانت حكومية أم غير حكومية، وكذلك دور التربوي، سواء كانت جامعات، أو مدارس، أو معاهد، وكذلك دور ديني بالتجمعات بحملات تطوعية دينية، ودور إعلامي تفعيلها بوسائل الإعلام المختلفة بحمل شعار أسبوع الشجرة لكل عام بصورة جديدة تضمن معاني ومفاهيم جديدة لكل عام ومحاولة تطبيقها بأساليب متنوعة وعلى حسب الاقتضاء والحاجة. فالحفاظ على الأشجار، ورعايتها تنمى منذ الطفولة على محبة الشجرة من خلال رسمها في اللوحات التعبيرية، فيلاحظ الأطفال جمالها في الصور وتدريجيا بالطبيعة، التي أمامه فيعرف الفوائد العظيمة لتلك الأشجار الغالية، التي تبقى الوريث بالحس الجمالي وتعزيز للحياة الفطرية باجتذاب الطيور المختلفة وتلطيف الأجواء بتخفيف حر الشمس بالجلوس تحت ظلها، ومن أخشابها صنعت السفن وقطع الأثاث المختلفة ولاننس الأهمية العظمى بأنها مصدر للغذاء للإنسان، فهي المنتج الوحيد على الكرة الأرضية. فمن هنا يجب أن نهتم بالأشجار فهي الرئة التي نتنفس بها الحياة والأم الحنون، التي نأكل من صدرها، وهي أعظم مصنع ولا نحتاج إلى تكنولوجيا للاستفادة منها، فهي الطبيعة الخلابة والرقة والوداعة والصبر والجمال.. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل رأيت أجمل من الشجر؟ وأبهى من زهورها؟ وأرق من شذى عبيرها؟ ولهذا يجب تعزيز الأخلاق في حفظ ورعاية مازرعه الأجداد والعمل على زيادة أو تعويض ماينقص من أشجار فهو واجب ديني بعيداً عن الجشع المادي والطمع، واسرد لكم هذه القصة.. انه رأى رجل رجلا عجوزا يزرع فسيلة فقال له: لماذا كل هذا الجهد وقد لاترى ثمارها فقال العجوز: "لقد أكلت من غرس غيري وها إنا أزرع لمن يأتي بعدي". فهذه القصة قمة العطاء فالنظرة الضيقة التي تقول أنا وبعدي الطوفان هي نظرة مدمرة سوف ندفع ثمنها نحن وأولادنا وأحفادنا غالياً في ما بعد، فيجب وضع الخط الأحمر بوضع تشريعات ولوائح تنفيذية لضمان عدم الاعتداء على الأشجار بتدميرها، والقضاء عليها بالقطع أو التلوث الجوي، الذي له تأثير ضار على النباتات مثل غاز الفلوريد المنبعث من المصانع وزيادة ثاني أكسيد الكبريت في التربة تقتل النباتات، ولذلك لابد من تقليل مصانع التعدين الضارة بالنباتات، وتبني خطة وطنية وآلية عملية لزراعة الأشجار الطبيعية والأصلية المتوطنة وإيجاد حوافز فردية أو جماعية لتشجيع التشجير وزراعة الحدائق في الأماكن الصحراوية. أخيراً: كم أتمنى أن نربى أولادنا على عادة الزرع والغرس للأشجار وكم أتمنى أن يكون احتفالنا بمواليدنا بزرع الأشجار وكم أتمنى أن يكون توديعنا لأحبائنا بزرع الأشجار وكم أتمنى حب الحياة والطبيعة قيمة يكتسبها الموطنون لاستمرار التوازن الطبيعي لحفظ الكائنات الحية والحياة البرية كما أراد الخالق ربنا عز وجل. ملاحظة: الجدير بالذكر أن شعار يوم الشجرة بدأ تاريخه عام 1872 في نبراسكا بالولايات المتحدة الأمريكية وفي عام 1951 دعت منظمة الأغذية والزراعة الدولية إلى تحديد يوم معين يوما عالميا للاحتفال بالشجرة وهو 31 اكتوبر من كل عام يوم للشجرة.