10 سبتمبر 2025
تسجيلقال تعالى " أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت* وإلى السماء كيف رفعت* وإلى الجبال كيف نصبت* وإلى الأرض كيف سطحت* فذكر إنما أنت مذكر" سورة الغاشية اية رقم (17 — 20) في هذه الآية الكريمة تجعل النظر الى الكيفية التي خلقها اسبق من التأمل في كيفية رفع السموات ونصب الجبال وتسطيح الارض ودعوة الى ان يكون النظر والتأمل في مخلوقات الله مدخلا الى الايمان الخالص بقدرة الخالق وبديع صنعه، وقد تحدث الدكتور جمال الحسيني ابو فرحة استاذ الدراسات الاسلامية المساعد بجامعة طيبة بالمدينة المنورة عن هذه الآية الكريمة وبين ان الآية الكريمة تحث على النظر فوقنا فنرى عظمة الخلق في السحاب ثم مافوقه من سماء ثم النظر حولنا لنرى عظمة الخالق في الجبال ثم ننظر اسفل منا لنرى عظمة الخلق في الارض وهكذا والايكون الخطاب هنا مقصورا على الامم التي عرفت الابل واعتمدت عليها في معيشتها بل يكون لكل الامم، فالسحاب تقر بعظمة خلقه لكل الامم. من ذلك التسأول سأسرد لكم اول سلسلة القصة في التطور التاريخي لعلي ألقي الضوء على الأصل التاريخي لهذه العلاقة الوطيدة والتأمل بالكون.. ففي قديم الزمان كان الإنسان والبيئة متلازمين وان الاهتمام بالبيئة قديم قدم المجتمعات الإنسانية، فقد بدأت مرحلة التفاعل بين الإنسان والبيئة منذ الإنسان الأول الذي سكن الكهوف، وعاش على صيد الحيوانات، وجمع النباتات ليأكل، واستخدم في ذلك الأدوات البدائية البسيطة كالأدوات الحجرية المختلفة، واكتشف كيف يوقد النار ليطهي طعامه، وكان دائم التجوال بحثا عن المأكل، وكان نشاطه محدودا لا يتعدى ما يشابه أثر جمع الكائنات الحية. وواجه هذا الإنسان الأول الحيوانات المفترسة، وميكروبات ضارة قد تسبب له المرض وتؤدي إلى هلاكه، بالإضافة إلى ارتفاع درجات الحرارة وانخفاضها والسيول والزلازل والبراكين وغيرها. وبدأ الإنسان الأول بعد ذلك يشعر أن نشاطاته أدت إلى نقص شديد في أعداد الحيوانات التي يقوم باصطيادها، وفي مساحات النباتات التي يجمعها بدأ يفكر في تغيير أنماط حياته، واتجه إلى الاستقرار في مستوطنات بشرية بدائية، وتعلم استئناس الحيوان وتربيته، وزراعة النباتات ومنذ أن احترف الإنسان القديم الزراعة أصبح يمتلك بعضا من الوقت وأخذ يتأمل فيما حوله، وبدأ يفكر في مظاهر البيئة التي يعيش فيها وما حولها من أراض، وامتد تفكيره إلى الأرض وما عليها من نبات وحيوان، وإلى المناخ من حرارة متقلبة، وأمطار منقطعة، والرياح والشمس والقمر والنجوم فسبح في الكون السمائي، وهداه تفكيره إلى تحديد معالم بيئته وإمكانياتها. أخيرا دمتم قرائي سالمين وبالمحبة انتظروني بالسلسلة القادمة