14 سبتمبر 2025
تسجيللا يزال الرأي العام العالمي تحت الصدمة ما لم يجد حلا لحرب الإبادة العنصرية للشعب الغزاوي لكن الحقيقة الساطعة تأكدت لكل الناس وهي أن قضية شعب فلسطين عادت لتملأ الساحات الدبلوماسية والإعلامية بعد أن اعتقد المحتل الغاشم أنه دفنها وعوضها بصفقة القرن المشبوهة واليوم يقف معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء مع السيد بلينكن ثم مع السيد غوتيريش ليرفع صوت الحق والشرعية الدولية عاليا وذلك بتوجيه صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، صاحب المواقف الإنسانية والسياسية الجريئة والوساطات الناجحة تزامنا مع نزول 87 طائرة قطرية محملة بالمعونات الأخوية الى غزة منذ 7 أكتوبر. واليوم أيضا سلطت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية الضوء على تراجع الدعم الدولي لتل أبيب في حربها المستمرة على قطاع غزة للشهر السادس على التوالي، مؤكدة أن الدبلوماسية الإسرائيلية في أسوأ حالاتها. وقالت الصحيفة في مقال نشرته للكاتب إيتمار ايشنر إن "المسؤولين في إسرائيل يعترفون بأن مظاهر الدعم التي تلقتها تل أبيب في 7 أكتوبر قد اختفت تماما وبدلا من ذلك بدأ التركيز على الجانب الفلسطيني". ومن جهته شرح الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة موقف القانون الدولي وضمائر العالم فقال: “إن العالم شهد ما يكفي من الفظائع في قطاع غزة ودعا إلى وقف إطلاق النار للسماح بدخول المزيد مـن المــســاعــدات فـي وقــت هـاجـمـه وزيــر خـارجـيـة إســرائــيــل". وأضاف: "إنني أحمل أصوات الغالبية العظمى من العالم الذين رأوا ما يكفي". وفي نفس السياق قـــالـــت صــحــيــفــة واشــنــطــن بـــوســـت إن ً مــجــمــوعــة مــــن ســبــعــة عـــشـــر عـــضـــوا ديمقراطيا فــي مـجـلـس الــشــيــوخ دعـت إدارة بـايـدن إلــى رفــض مـزاعـم إسـرائـيـل بأنها لا تنتهك القانون الدولي من خلال تقييدها للـمـسـاعـدات الانـسـانـيـة وسـط جــدل مـتـزايـد فـي واشـنـطـن بـشـأن مـا إذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تعليق عمليات نقل الأسلحة إلى حكومة رئيس الوزراء نتنياهو. وكــانــت وزارة الـخـارجـيـة الأمـريـكـيـة قد تلقت الأسبوع الماضي تأكيدات مكتوبة مـن إسـرائـيـل بـأن استخدامها لهذه الأسلحة الـتـي زودتـهـا بـهـا الــولايــات المتـحـدة في حـرب غـزة لم ينتهك الـقـرارات الدولية أو القوانين الأمريكية المتعلقة بإدارة الحرب وحـمـايـة المـدنــيـيـن، بـمـا فــي ذلــك تـوفـيـر المساعدات الإنسانية الكافية. وقـــال أحــد مـسـتـشـاري الـبـيـت الأبــيــض: إن الـوضـع الإنـسـانـي لا يـطـاق بالمعنى الـحـرفـي للكلمة انـهـا وصـمـة عــار تلطخ جبين البشرية في القرن الحادي والعشرين! وفي هذا المناخ الدولي والإقليمي المعقد لم تيأس الدبلوماسية القطرية من استمرارها على منهج مبادئها الثابتة بقصد إغاثة قطاع غزة وإيجاد الحلول السريعة لمأساته اليومية رغم أن مسؤولا إسرائيليا صرح السبت الماضي بأنّ هناك "فجوات" في المفاوضات الجارية في قطر فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى، فيما عرضت الولايات المتحدة حلا وسطا وافقت عليه تل أبيب، لكنها غيرت من مواقفها المؤيدة بالكامل لنتنياهو بانتظار رد حركة حماس الذي جاء منطقيا دون تخاذل وشرعيا دون إحراج الوسطاء وصامدا دون تهور ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن المسؤول الذي وصفته بـ"الكبير" ولم تسمه قوله إن "هناك فجوات كبيرة في المفاوضات الجارية في قطر، فيما يتعلق بمفاتيح إطلاق سراح الأسرى في غزة". في السياق ذاته أعلن قيادي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لوكالة فرانس برس أن المواقف "متباعدة جدا" في مفاوضات الهدنة الجارية عبر وسطاء في الدوحة متهما إسرائيل بتعمد تعطيلها ونسفها وقال المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن اسمه: "المواقف في المفاوضات بين حماس وفصائل المقاومة والاحتلال متباعدة جداً لأن العدو فهم ما أبدته الحركة من مرونة على أنه ضعف". وذكر بشكل خاص رفض إسرائيل وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإدخال المساعدات بلا قيود. نستخلص من كل ما سبق أن أعظم انتصار للحق الفلسطيني على الباطل الاحتلالي هو عودة قضية الشعب الفلسطيني الى صدارة الاهتمام الدولي الرسمي والشعبي والدليل على ما نقول هو خروج مئات المظاهرات العملاقة في أغلب عواصم ومدن أوروبا وأمريكا واليابان وكوريا وأغلب المدن العربية والإسلامية مناصرة لفلسطين ومنددة بشدة بحرب الإبادة في غزة. ولا شك أن شبكة الجزيرة بكل قنواتها كانت هي الناشرة الأولى لمشاهد القصف والقتل والتهجير والتجويع والترويع وناقلة مباشرة للرأي العام العالمي صور الصمود الأسطوري لشعب يحق له أن يفخر بنخوة المقاومة وبعزة النفس المسلمة والمسيحية لدى الفلسطينيين ضد الهمجية والعنصرية وإرهاب الدولة. أما ثبات قطر وأميرها حفظه الله فهو المعتمد على حق الشعوب المحتلة أرضها في الدفاع عن حريتها واستقلالها بكل الوسائل المتاحة في كنف البند 57 من ميثاق منظمة الأمم المتحدة.