13 سبتمبر 2025

تسجيل

المسبب قبل السبب  

29 مارس 2018

حين يسأل أحدنا ما هو سبب شفاء هذا المرض ستكون الأجوبة الطبيب الفلاني أو الدواء الفلاني وحين تسأل عن حدوث احد الظواهر الطبيعية سيتم شرح الأسباب كافة بدون ذكر المسبب الحقيقي وهو الله، وهذا الأمر الذي أطلق عليه الشيخ علي الطنطاوي وثنية هذا العصر وهو الاعتقاد والتقديس الزائد للعلم، فعلى سبيل المثال لو اخبرت أحدهم بقصة المريض الذي اخبره الطبيب ان حالته ميؤوس منها وحين عاد إلى بلده وفرج كربة أحدهم وبعدها عاد للطبيب فقال له الطبيب انت قد تعالجت في مكان ما فقال المريض لا لم اذهب لأي مكان ، فقال له الطبيب مستحيل فقد شفيت تماما ! سيقول اغلب الناس ان هذه القصة رمزية فقط وليست حقيقية، ولو قلنا نفس القصة عن نفس المريض فقط انه ذهب إلى طبيب آخر واستطاع ان يشفي هذا المرض الميؤوس منه ، سينبهر العالم من مهارة الطبيب ! فلو قسنا هاتين القصتين سنرى الناس صدقوا مهارة الطبيب ولم يصدقوا مشيئة الله، مع انه في الحالتين الشافي هو الله والمسبب هو الله ولكن هناك تقديس زائد للعلم على حساب التصديق بقدرة رب العالمين .  إن العلم لاشك انه شيء محمود وكل ما زاد علم الشخص زادت مكانته والدعوه هنا ليست لازدراء العلم ولكن لعدم تقديم قدرات البشر على قدرة رب العالمين ، ففي النهاية مسبب الزلازل هو رب العالمين والسبب هو الاحتكاكات التي تحدث في الكرة الأرضية ، فلو تبعت كل الأسباب ستصل إلى طريق مسدود لو لم يكن لديك اليقين الكامل بأن المسبب هو الله .  والعلم الحقيقي هو العلم بقدرة رب العالمين ، فالعالم الحق هو من يعلم أنه لا يعلم شيئا من علم رب العالمين والعالم الحق هو الذي كل ما زاد علمه كلما زاد يقينه بقدرة رب العالمين، والعالم الحق هو الذي يؤمن بأن المسبب هو الله وانه هو يجب عليه أن يتوكل على الله ويتبع الأسباب.