16 سبتمبر 2025

تسجيل

من روائع قصائد المديح (2)

29 مارس 2014

* نأتي إلى قصيدة من قصائد الشاعر الكبير المتنبي التي أقامت الدنيا وسرت في الآفاق وعبرت نفق الزمان وزلزلت الأركان، وهي قصيدته التي مدح فيها سيف الدولة الحمداني حيث قال: لِكُلِّ امرىءٍ من دهرهِ ما تعوَّداوعادة سيفِ الدولةِ الطَّعنُ في العِدىوأنْ يُكْذِبَ الإرجافَ عنه بضدِّهِويُمسي بِما تَنوي أعاديهِ أَسعداوَرُبَّ مُريدٍ ضَرَّهُ ضَرَّ نفْسَهُوهادٍ إليهِ الجيشَ أهدى وما هدىومُسْتكْبِرٍ لم يعرف اللهَ ساعةًرأى سيفَهُ في كَفِّهِ فتَشَهَّداهو البحرُ غُص فيه إذا كان ساكناًعلى الدُّرِّ واحذرْه إذا كان مُزبدافإني رأيتُ البحرَ يعثرُ بالفتىوهذا الذي يأتي الفتى مُتعمِّداتظلُّ ملوكُ الأرضِ خاشعةً لهتفارقه هلكى وتلقاهُ سُجّداوتُحيي له المالَ الصوارمُ والقناويقتلُ ما تُحيي التبسُّمُ والجَداذكيُّ تظنّيه طليعةُ عينهِيرى قلبه في يومه ما ترى غداوصولٌ إلى المستصعبات بخيلهفلو كان قرنُ الشمس ماءً لأوردالذلك سمّى ابن الدُّمستقِ يومه مماتاًوسمَّاه الدُّمستقُ مولِدَاسريتَ إلى جيحانَ من أرضٍ آمدٍثلاثاً لقد أدناك ركضٌ وأبعدافولَّى وأعطاك ابنهُ وجيوشَهجميعاً ولم يعطِ الجميعَ ليُحمداعرضتَ له دونْ الحياةِ وطرفهِوأبصر سيفَ الله منكَ مُجرّداوما طلبتْ زرقُ الأسِنَّةِ غيرهولكنّ قُسطنطينَ كان له الفِدىفأصبحَ يجتابُ المسوحَ مخافةًوقد كان يجتابُ الدِّلاصَ المُسرّداويمشي به العُكَّازُ في الديرِ تائباًوما كان يرضى مشيَ أشقرَ أجرداوما تاب حتى غادرَ الكرُّ وجههجريحاً وخلَّى جَفنهُ النَّقْعُ أَرمدافلو كان يُنجي من عليَّ ترُّهبٌترَّهبتِ الأملاكُ مثنى ومَوْحداوكُلُّ امرىءٍ في الشرق والغرب بعدهيُعدُّ له ثوباً من الشَّعرِ أسوداهنيئاً لك العيدُ الذي أنتَ عيدهُوعيدٌ لمنْ سمَّى وضحى وعيَّداولازالتِ الأعيادُ لبْسكَ بعدهتُسلِّمُ مخروقا وتُعطى مُجددافذا اليومُ في الأيامِ مثلك في الورىكما كُنتَ فيهم أوحدا كان أوحداهو الجدُّ حتى تفضل العين أختهاوحتى يكونُ اليومُ لليومِ سيِّدافيا عجباً من دائلٍ أنت سيفهأما يتوقَّى شفرَتي ما تقلَّداومَن يجعلِ الضرغامَ للصيدِ بازهُتصيَّده الضرغامُ فيما تصيَّدارأيتكَ محضَ الحلم في محض قُدرةٍولو شئتَ كان الحلمُ منك المُهنَّداوما قتلَ الأحرارَ كالعفوِ عنهمُومن لك بالحُرِّ الذي يحفظُ اليداإذا أنت أكرمْت الكريم مَلكتهوإن أنت أكرمْتَ اللئيم تمرَّداووضعُ الندى في موضِع السيف بالعُلىمُضِرٌّ كوضع السيفِ في موضع الندىولكن تفوقُ الناسَ رأياً وحِكمةًكما فُقتهم حالاً ونفساً وَمحتِدايدقُّ على الأفكار ما أنت فاعلٌفيترك ما يخفى ويؤخذُ ما بداأَزِلْ حَسدَ الحسَّادِ عني بكبتهمْفأنتَ الذي صَيَّرْتهم لي حُسَّداإذا شدّ زندي حسن رأيك فيهمضربتَ بسيفٍ يقطعُ الهامَ مغمداوما أنا إلا سمهريٌّ حملْتهفزيَّنَ معروضاً وراع مُسدَّداوما الدهرُ إلا من رُواة قصائديإذا قلتُ شعراً أصبحَ الدهر مُنشدافسار به مَن لا يسيرُ مُشِّمراوغنَّى به مَن لا يُغني مُغرِّداأجِزني إذا أنشدتَ شِعراً فإنمابشِعري أتاكَ المادحونَ مردَّداودعْ كل صوتٍ غير صوتي فإننيأنا الطائر المحكيُّ والآخر الصَّدىتركتُ السرى خلفي لمن قلّ مالهوأنعلْتُ أفراسي بنُعماك عسجداوقيّدتُ نفسي في ذراكَ محبّةًومن وجدَ الإحسانَ قيداً تقيّداإذا سألَ الإنسانُ أيامه الغِنىوكنتَ على بعدٍ جعلْنكَ موعِداوسلامتكم....