14 سبتمبر 2025
تسجيلعلى غرار العادة – وبئست العادة تلك – عندما يُقتل الأبرياء وتُنتهك الأعراض وتُسفك الدماء وتُزهق الأرواح في جزء جريح من العالم العربي والإسلامي تجد أن العرب قد عقدوا العزم على إقامة مؤتمر قمة أو الاجتماع لبحث هذا الوضع أو ذاك بعد أن تكون الأرواح قد أُزهقت والأعراض انتهكت والأنفس قُتلت وبعد أن ارتكب المجرم أغلب وأبشع جرائمه دون حسيب أو رقيب كما يفعل الآن المجرم بشار الأسد وأعوانه الأنذال الأوغاد في أهل سوريا حيث تُرتكب المجازر يومياً وتدور رحى حرب الإبادة على مدن بأكملها على أرض سوريا ويتشرد أهلنا هناك إلى الشمال حيث تركيا "المسلمة" يلجأون إليها بعد أن يئسوا من بعض العرب الذين لم ينطقوا ببنت شفة تجاه المجرم القاتل باستثناء دول معدودة (قطر والسعودية وتركيا وليبيا) اتخذت إجراءات "عملية" لا نظرية من أصل اثنين وعشرين دولة عربية أو من أصل سبع وخمسين دولة إسلامية "على الأقل".. إنها مأساة فعلاً أن نُصبح غثاء كغثاء السيل.. فلا نتحرك ولا نشعر بإخواننا هناك، ففي الوقت الذي ترتفع فيه إلى السماء أرواح طاهرة للشهداء في سوريا.. تتنزل لعائن السماء وغضب الله عز وجل على آخرين في العالم العربي والإسلامي لم ينصروا أخاهم لا مظلوماً ولا مأسوراً ولا مقتولاً ولا حتى جثة هامدة! إن ما جرى ويجري الآن على أيدي القوات النظامية البعثية "المحتلة" لأرض سوريا الطاهرة ليجعل الصخر ينطق والحجر يتصدع من جراء تلك الآهات والصرخات التي أطلقها أهل سوريا منذ ما يزيد على العام ولكن هيهات أن تلامس تلك النداءات والاستغاثات نخوة كنخوة المعتصم الذي حرّك الجيوش وبذل الغالي والرخيص من أجل الثأر لامرأة مسلمة واحدة فكيف باستغاثة شعب مسلم بأكمله، إن سكوت دول عربية وأخرى إسلامية على "القوات الصهيونية".. عفواً أقصد قوات بشار الأسد وأعوانه ليجعلنا نجزم بأنهم قد اجتازوا مرحلة السكون إلى الموت وانعدام الإحساس بإخوانهم وجيرانهم في دولة عربية إسلامية يشاطرونها الدين واللغة، فلاشك عندي أنهم في الإثم سواء، فالساكت على الحق "شيطان" أخرس، أي أنهم وحزب "الشيطان" اللبناني سواءً بسواء في المساهمة في قتل شعب سوريا المسلم، أيعقل أن تتفرج دول عربية وإسلامية على هذه الحرب الحقيرة من "القوات الصهيونية".. عفواً أقصد قوات بشار الأسد وهذا التواطؤ الدنيء من أصدقاء هذا النظام المجرم في إيران والعراق ولبنان ومن أنتمي إليهم في طائفيتهم الحاقدة على الإسلام والمسلمين والراغبة في إبادة هذا الشعب من على أرض سوريا الطاهرة من أجل إقامة تحالف ممتد شرقاً وغرباً في الشمال من جزيرة العرب حيث يُشكّل في النهاية تعاضداً مع الكيان الصهيوني هناك للإجهاز على جسد الأمة الإسلامية المريض. فماذا تقول لو أن جارك قد وقف يتفرج أمام باب منزله في الناحية الأخرى من الشارع المقابلة لمنزلك.. جلس يتفرج على مجرمٍ اقتحم منزلك فقتل أولادك أمام ناظريه واغتصب نساءك أمام ناظريه وسرق مالك أمام ناظريه وشرّد أهلك أمام ناظريه بل وأحرق بيتك أو هدمه على رؤوس أولادك وزوجتك أمام ناظريه.. فأتيت بعد ذلك لترى كل ذلك بأم عينيك وتشاهد هذا الجار يقف متفرجاً على الجانب الآخر وهو لم يحرّك ساكناً أمام كل ما وقع في منزلك؟ إن أقل ما تقوله عنه بأنه "حقير ووضيع وسافل" لأنه لم يكترث بك ولا بأولادك وأهلك ولم يفعل ما ينبغي عليه من أضعف الإيمان لا أعلاها منزلة وهو الاتصال أو الاستنجاد بالآخرين من أجل إيقاف هذا القاتل المجرم، وما هو شعورك عندما تجد هذا الجار يأتيك بعد ذلك كلّه معزّياً لك في مُصابك ويُخرج من جيبه "وريقات" معدودة من النقود ويضعها في يدك كي تُصلح بها بعضاً مما أصاب بيتك من خراب ودمار أو لتواسيك فيما فقدته من أبنائك أو زوجتك.. وهيهات أن تفعل ذلك، إنه تماماً ما ينطبق على أغلب الدول العربية والإسلامية التي وقفت متفرجة على هذا المجرم وشركاؤه يتعاونون على سوريا وأهلها ويعيثون فيها خراباً ودماراً وقتلاً وتشريداً. إن من المخزي فعلاً أن تُقام حملات على المستوى الشعبي لإغاثة أهل سوريا في بعض الدول العربية والإسلامية في حين أن حكوماتهم لم تقم بدورها المطلوب واكتفت بحلول واهية وضعيفة لا ترتقي إلى مستوى الدعم والنصرة المطلوبين في مثل هذا الحالات، بل والأشد من ذلك والأعجب هو أن تُخرس ألسنة حكومات عربية وإسلامية أخرى فلا تدعم الثورة السورية لا معنوياً ولا ماديّاً، في مقابل أننا نرى الدعم اللامحدود من قبل الحرس الجمهوري "الإيراني" وحزب "الشيطان" اللبناني وجيش المهدي "العراقي" بكل وقاحة وجرأة.. دعمٌ ماديٌ ومعنويٌ بالمال والسلاح وبالقوات العسكرية.. مسخرين لهم كل إمكاناتهم وجهودهم الدبلوماسية والسياسية من أجل نصرة القوات الصهيونية.. عفواً "قوات بشار الأسد" ومعاونته في قتل شعبه، في حين أن هذه القوات وهذه الأسلحة لم تطلق رصاصة واحدة باتجاه الصهاينة بل لم تقو على قتل جندي إسرائيلي واحد، ولسان الحال يقول "أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة" وإن شئتم نقول "كلبٌ مسعورٌ عليّ وعند أقدام اليهود جروٌ ذليلٌ"، فهل يستحيي أصحاب الإيمان من نصرة إخوانهم في الإسلام على أرض سوريا أم أنهم لا يملكون ذلك "الإيمان" الذي يحيي قلوبهم وضمائرهم الميّتة؟ ففي الوقت الذي يُجاهد فيه أطفال ونساء وشيوخ سوريا هذه القوات "المحتلة" لأرضها، نجد أن رجالاً - كما يزعمون - قد شغلتهم المفاوضات السياسية عن الدعم العسكري للجيش الحر في سوريا، بل ربما أخافتهم مساندة روسيا والصين لهذا النظام المجرم فترددوا في التدخّل العاجل فاستبطؤوا خطواتهم وتراجعوا القهقرى قليلاً في حين أن "الظلمة والقتلة" لا يزالون يُعينون بعضهم البعض للقضاء على ما تبقى من شعب سوريا المسلم. إنها حرب إبادة دينية.. شئتم أم أبيتم يا سادة، ولكن بعض العرب والمسلمين قد تخاذلوا وتباطؤوا فعلم الله والمؤمنون ما بقلوبهم من مرض، وتكشّفت لنا حقائقهم، بل وأخذ بعضهم يردد بغباء شديد وببغائية تامة ما يردده أعداء الأمة من التخويف بحكم الإسلاميين من إخوان مسلمين وسلفيين وغيرهم، ويشاء الله تعالى أن يُظهر لنا ما تكنّه صدورهم من موالاة خفية للظلمة والمجرمين، وتنكشف أوراقهم تحت ذريعة التخويف من حكم الإسلاميين أو الإخوان المسلمين، ولسان حالهم يقول "ابعدوا الإسلام عن الحكم والدولة".. يريدون تأخير الخلافة الإسلامية التي وعدنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بظهورها في آخر الزمان، حتى وإن كان في ذلك حماية للظالم وتأييدٌ له، وليس ببعيد أن يصبح شجر الغرقد عندها "أشرف" منهم وأكثر نصرة لدين الله.. حينما يدعو المسلم "هذا يهودي خلفي..تعال فاقتله".. وحسبنا الله ونعم الوكيل.