11 سبتمبر 2025

تسجيل

144 يوماً..

29 فبراير 2024

اليوم التاسع والعشرون من فبراير تكون قد مضت مائة وأربعة وأربعون يوماً على الحرب في غزة ولم تحقق إسرائيل أهدافها. أليس في ذلك عظة؟ وكيف اعتاد العالم عليها؟ الإجابة أن العظة تصل متأخرة دائما إلى اللصوص، وأن من اعتاد على ما يحدث هم حكام الأنظمة الداعمة للصهيوينة، لكن لا تزال الشعوب حتى في تلك البلاد، تخرج في مظاهرات عارمة من أجل غزة. في عالمنا العربي الأمر منقسم بين بلاد في حالة تفسخ وحروب داخلية، وبلاد تمنع المظاهرات من أجل غزة أو غيرها، لكن السوشيال ميديا حافلة بالمناصرين لغزة من كل الشعوب العربية. لازلت أرى ذلك يأخذ أكبر مساحة على تويتر، الذي به حرية أكثر من الفيسبوك وغيره في التعبير. يصيبني اكتئاب مما أراه على الشاشات من غارات اسرائيلية وقتل للمدنيين في رفح وغيرها، لكن العمليات التي تقوم بها كتائب حماس دائما تعطيني الأمل، حتى لو كان الضحية صهيونيا واحدا. الدقات على الباب مهما كانت صغيرة تعني أن أحدا وراء الباب وسيفتحه يوماً. خاصة أن من في داخل المنزل لص، مهما بدا من قوته يعرف أن به نقطة ضعف، ويخشي أن يكون الدق المستمر مفتاحا لمعرفتها. هكذا هي إسرائيل. دولة صهيونية سرقت أرض الفلسطينيين. تاريخ إقامة ما يظنونه بيتهم هو سرقة معروفة منذ نهايات القرن التاسع عشر. ومهما بدا من تطور في حياتهم أو قوتهم العسكرية، ففي اللا شعور الجمعي إحساس كامن أن هذا ليس بيتهم. تجليات ذلك تبدو فيمن يعارضون نتنياهو من السلطة، أو من الأهالي الذين يريدون عودة الأسرى من أبنائهم. ربما يقول شخص ما إن هذا لا يكفي. وحتى لو ضممت إليهم من غادروا إسرائيل إلى أوروبا ولن يعودوا، إذ لا بد من هزيمة نهائية للجيش الصهيوني. لكن كل من هو قريب من فهم الحروب، يدرك أن الهجمات التي تشنها قوات حماس التي لا تملك دبابات ولا مدافع ولا طائرات، مهما كانت قليلة، تترك أثرها السيئ في الجيش الصهيوني الذي يملك هذا كله، ويعيش على فكرة شعب الله المختار العنصرية. هذه الإخفاقات في الحقيقة ثقيلة على من يؤمنون بفكرتهم الخرافية، وسيكون لها أثرها في إيقاظ ما هو كامن في اللا شعور الجمعي من أنهم دولة لصوص. الآن لا بد أن الذين اعتادوا على الحرب وسفك أرواح اخوتنا في غزة يسألون أنفسهم. كيف رغم ذلك مرت مائة وأربعة وأربعون يوما بلا هزيمة نهائية لحماس وشعب غزة؟ من أكبر معارك التاريخ معركة العلمين في الحرب العالمية الثانية. لم تتجاوز شهرا واحدا. انسحب بعدها الجيش النازي حتى غادر أفريقيا كلها. كانت معركة العلمين نقطة فاصلة في الحرب العالمية الثانية، بعدها لم ينتصر النازيون في معركة، ولم ينهزم الحلفاء. تمت هزيمة النازيين في ستالينجراد أكبر معركة تالية. صحيح أن النازيين في انسحابهم من ستالينجراد قاموا بمذابح للروس واليهود، من فضلك، في طريق عودتهم، لكنه كان طريق عودتهم لا طريق انتصارهم. صحيح أن اتجاه الحلفاء إلى ألمانيا بعد ذلك استغرق أكثر من عامين، لكن كان الحلفاء يتقدمون، والنازيون ينسحبون حتى دخل الحلفاء المانيا. النازيون في كل زمان مصيرهم للهزيمة، واسرائيل مهما بدا من قوتها، هزيمتها مؤكدة لأن في اللاشعور الجمعي كما قلت، إحساسا أن هذا ليس بيتها. هو بيت على أرض مسروقة.. قد يقول قائل إن جيوش هتلر انسحبت أمام جيوش أخرى. والإجابة هي هل سيصمد لصوص البيت أمام شعب لا يملك جيشا مدججا بالسلاح، لكنه لا يتوقف عن دق الباب!.