18 سبتمبر 2025
تسجيلتأسست جمعية قطر لرعاية الحيوان عام ٢٠٠٥ باجتهاد مجموعة من المتطوعين، وهي جمعية غير ربحية أصبحت ملجأ للحيوانات الأليفة للاهتمام بها وتقديم الطعام والأمان والعناية والعلاج لها.. تكاليف الاعتناء بالحيوانات هي تبرعات من المتطوعين ولا تتكفل بها أي جهة حكومية.. ترخيص الأرض المستأجرة للملجأ سينتهي في شهر مايو القادم، ومؤسسو الجمعية ومتطوعوها لا يملكون المبلغ الكافي لتمديد إيجار الأرض.. يبلغ الإيجار الشهري ٥٠،٠٠٠ ريال يتكفل بها المتطوعون وتدعمهم أحياناً بعض الشركات الخاصة. لم تحصل الجمعية على أي دعم من الدولة، خصوصاً أن مؤسسيها هم مقيمون في قطر أحبوا إيواء الحيوانات الأليفة في هذا الملجأ لحمايتها من خطر التشرد والجوع.عندما مر ملجأ للحيوانات في الامارات بنفس هذا الوضع، تكفلت الدولة بتقديم أرض مجانية مع بنائها بالكامل، فملاجئ الحيوانات تحتاج إلى دعم من الدولة في سبيل تبني الحيوانات وتوفير المكان الآمن لها. أتمنى أن تصبح الحيوانات في قطر من الأولويات التي نحافظ ونوفر لها البيئة المناسبة كما نحتفل بمؤتمرات المناخ ونشجع الاهتمام بالبيئة والزراعة، فالحيوانات التي تعيش معنا في نفس الوطن، غير مرئية حالياً وتحتاج إلى لفت الأنظار إليها واعتبارها كائنات تستحق وقتنا واهتمامنا.قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لو أن بغلة في العراق تعثرت لخفت أن أسأل عنها لما لم أسو لها الطريق).. خاف أن تتعثر فقط! لا أن تموت.. أي أن كل حيوان يمشي على أرضنا، سنحاسب عليه يوم الحساب إذا تعثر أو جاع أو تأذى.. أوصانا الإسلام بالحيوانات بينما نحن أكثر من يقسو عليها الأن، وينساها من أولويات الوطن.. فنرى الاهتمام بالابل والصقور بالملايين، وفي الجانب الآخر تدهس الكثير من القطط في شوارعنا يومياً.كتب لي البعض أن الاعتناء بالحيوانات هو تقليد للغرب، ولكن بالحقيقة الغرب هم من أتبعوا وصايا الرسول جيداً بالاهتمام بالحيوانات.. عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرا نزل فيه، شرب ثم خرج فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش. قال الرجل: (لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان قد بلغ مني) فنزل البئر وملأ خفه ماء ثم أمسكه بفيه حتى رقي فسقى الكلب فشكر الله له فغفر له. وأيضاً قالوا: (يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجراً؟) فقال: "في كل كبد رطبة أجر".إذا لم نستطع أن نربي الحيوانات في منازلنا، يمكننا أن نقدم المساهمة بالوقت والمال والجهد بالتعاون مع جمعية قطر لرعاية الحيوان. أتمنى أن تنقذ قطر ٣٠٠ حيوان في ملجأ جمعية قطر لرعاية الحيوان من الطرد إذا لم يتم إيجاد أرض جديدة لها، فإذا تم إخراجها من الأرض الحالية سيتم توزيع الحيوانات بين المتطوعين وفقد الملجأ الذي كان يعتني بها.لا تتركوا الحيوانات في قطر تعاني من التشرد والجوع والألم والدهس، أهتموا بها كما أوصانا عليها الإسلام، وأوصتنا عليها الإنسانية قبل ذلك.