12 سبتمبر 2025

تسجيل

سلامنا الوطني....واااااأسفاه

29 يناير 2012

سنحت لي الظروف والارتباطات العملية لحضور ندوة نظمها مركز الدوحة لحرية الاعلام ومناظرات قطر عن الحرية الاعلامية وكانت بحق تزخر بالأطروحات الجيدة والصريحة ولكن ما هالني وفاجأني وفاجأ كل الحضور ذلك التنظيم غير المنظم فقد طلب من الجميع بعد قراءة آي القرآن الكريم الوقوف للسلام الوطني...انتظرنا دقيقة ثم دقيقة ثم أخرى وأخرى ولم نسمعه لسوء في التنسيق مع أنه كان من المفترض أن يكون جاهزا واستاء الحضور من ذلك الموقف فانبرت إحدى الحاضرات بالقول: فليردد مقدم الندوة السلام الوطني بصوت عال ونحن معه فكانت المفاجأة الكبرى أن قلة رددوا السلام الوطني وبعضهم وضع يديه على خاصرته والأدهى والأمر أنه تم قطع السلام الوطني المردد في منتصفه بعد المقطع (وحمائم يوم السلام جوارح يوم الفداء) بتصفيق إحدى الحاضرات المرتدية للعباءة القطرية وشكلها يوحي أنها قطرية وهنا لدينا العديد من التساؤلات: أهذا هو احترام السلام الوطني حين يفاجأ الجميع بعدم الترتيب له مهما كانت الأسباب بعد أن سألنا فقيل لنا أن السبب هو الفني الأجنبي المسؤول في الفندق فأين أنتم يا من أعددتم لهذا اللقاء لكن إذا عرف السبب بطل العجب فمن أعد له هم فئة من الأجانب!!!!!!! وإن كان في مركز يدعي أن قطري المنشأ والتأسيس لكنها العادة في الثقة العمياء بكل من هو أجنبي وأين احترام قيمة السلام الوطني بالوقوف له منتصبين شامخين مرددين بأعلى الصوت (قسما بمن رفع السماء ) وهل هناك مواطن قطري لا يعرف كامل السلام الوطني فيقطعه من المنتصف بتصفيقة حادة فيصفق الآخرون وراءه فعلا وااااااااااااااااااأسفاه وإننا هنا بحاجة لنقف عدة وقفات: هل علمنا أبناءنا وبناتنا وربيناهم في المدارس ومنذ أول يوم على ترديد السلام الوطني وحفظه كما يحفظون القوانين الفيزيائية والمعادلات الكيميائية والرموز الرياضية؟؟ هل غرسنا في نفوسهم أن من التمسك بالهوية الوطنية حفظ السلام الوطني والوقوف له احتراما بكل جوارحنا ومشاعرنا؟؟ وهنا سأحكي لكم موقفا هالني عند زيارتي لإحدى الدول الآسيوية فقد كنت في زيارة لإحدى المدارس فدخلت فصلا من الفصول الدراسية وكان بجانب ذلك المبنى احتفال تقيمه إحدى المؤسسات الاجتماعية في مبنى مجاور وفجأة رأيت المدرس وقد قطع الحصة وانتصب الطلبة والطالبات وقوفا وقاموا يرددون بصوت عال وزاد الصوت من كل الفصول الدراسية فوقفت معهم وحين جلسوا سألت معلم الفصل: ما الأمر؟؟!!! قال: انطلق صوت السلام الوطني لدولتنا في ذلك الاحتفال فقام الجميع!!! يا سلام مبنى آخر وبيئة أخرى ولا أحد يراهم في فصل مغلق لكنه الانتماء والولاء وغرس الهوية الوطنية نفوس النشء. ما أحوجنا قبل أن نرسخ في عقول الأبناء المصطلحات الأكاديمية أن نغرس في قلوبهم الانتماء الوطني ما أحوجنا لمدرسي اللغة العربية الذين يشتقون الإعراب اللغوي من كلمات السلام الوطني ما أحوجنا لمعلمي الشرعية الذين يضعون في مناهجهم دروسا خاصة تبين أن حب الوطن من الإيمان ما أحوجنا لإعلام يركز على السلام الوطني ويفرد له برامج خاصة عن كلماته وأهميته بدلا من حفظ المفردات الغنائية البعيدة كل البعد عن ديننا وعاداتنا وتقاليدنا. ما أحوجنا ليحفظ كل من يمثل قطر في المحافل الرياضية لحفظ السلام الوطني وترديده بدلا من الوقوف صامتا وكأنه في عزاء. ما أحوجنا جميعا لاحترام السلام الوطني وترديده بقلوبنا قبل ألسنتنا واستحضار كل المشاعر حين ترديده ولنا في سمو أميرنا المفدى قدوة فهو يقف شامخا يردد مع جموع شعبه السلام الوطني في المحافل الدولية ورأيت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر في مهرجان قطر في قلوبنا تردده بكل مشاعرها وأحاسيسها المرهفة فهذا واجب وطني يشترك فيه الرجل والمرأة الصغير والكبير. خلاصة الكلام: أعيدوا لسلامنا الوطني هيبته واحترامه ومكانته. [email protected]