27 أكتوبر 2025
تسجيلالوثائق والملفات السرية والخطيرة التي حصلت عليها قناة الجزيرة ونشرتها عبر موقعها الإلكتروني وخصصت لها حلقات وأوقاتا متفرقة للحديث عنها في ما يعرف بحملة "كشف المستور".. هذه الوثائق أحدثت ثورة جديدة في الشارع العربي والإسلامي، خاصة أنها تأتي لاحقة لثورة الشعب التونسي الحر الذي انتصر بإرادته على حكم الطاغوت والديكتاتورية في بلاده الذي جثم على البلاد والعباد لسنوات متواصلة، هذه الثورة الجديدة من المعلومات والوثائق السرية جاءت لتحدث ثورة أخرى لابد ألا تهدأ مع مرور الأيام.. وألا تمرّ سريعاً دون أن تظهر الحقيقة المطلقة والاعترافات الواجبة التي ينبغي أن يتم بموجبها "بتر" و"قطع" دابر الخونة والخيانة في جسد الأمة العربية والإسلامية.. وأقصد خيانة الدين والوطن والعروبة والمبادئ والقيم وعدد ما شئت بعدها.. إن هذه المعلومات أدهشت الجميع وأولهم "زعماء السلطة الفلسطينية" أنفسهم الذين ظنوا - وبئس ما ظنوا - أن الله غير مطلع على خياناتهم ومؤامراتهم التي يجرونها خلف الأبواب الموصدة والحواجز المغلقة مع رؤساء وزعماء الكيان الصهيوني وأجهزته المختلفة، ولكن الله يأبى إلا أن تنكشف حقيقة هؤلاء أمام الملأ.. بالوثائق والرسائل والخطابات ونصوص المكالمات الهاتفية والصور وغيرها من وسائل الإثبات، الأمر الذي "أذهل" رموز السلطة الفلسطينية بدءاً من الرئيس محمود عباس وانتهاءً بمن هم تحته ممن أثبتت الوثائق أن تلك اللقاءات التي جرت - وما زالت تجري حتى يومنا مع العدو الصهيوني - إنما هي تصب في مصلحة إسرائيل ولا تهدف إلا إلى مزيد من إذلال الفلسطينيين يوماً بعد آخر، خاصة عندما تتضح "لهجة الذل" في جميع تلك المكالمات التي تُظهر أن السلطة ورموزها كانوا يمشون وفقاً لتعليمات وأوامر "أسيادهم" ممن يتفاوضون.. أقصد يتواطأون معهم في الجانب الإسرائيلي الذي أبدى إعجابه بتلك الخدمة المجانية التي أسداها أعداء الأمة العربية والإسلامية في التنازل عن أراضٍ مقدسة لإسرائيل، ناهيك عن غدرهم وخيانتهم وطعنهم لإخوتهم الفلسطينيين في ظهورهم، بعد أن كشفت تلك المعلومات عن أن هناك تنسيقاً جرى من أجل "تصفية" مجاهدين ومقاومين للكيان الصهيوني من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو حتى من بعض أفراد السلطة الفلسطينية أنفسهم الذين خرجوا من رداء الذلّ والهوان وتبرأوا من أفعال وأعمال السلطة تجاه إخوانهم الفلسطينيين، بعد أن اطّلعوا عن قرب وكثب.. واكتشوا مدى حقارة ودناءة تلك المفاوضات وتلك الأفعال التي تضطهد شعبهم في المقام الأول.. فيما توفر الحماية والسلام للجانب الإسرائيلي، ناهيك كذلك عن ملف تنازلهم عن قضايا مهمة كقضية اللاجئين الفلسطينيين وغيرها الكثير من القضايا التي ترتبط بمصير الفلسطينيين أنفسهم.. أو غيرها التي ترتبط بمصير المقدسات الإسلامية للأمة العربية والإسلامية. إن في قوانين كل دول العالم.. أن من يقوم بإعطاء معلومات سرية من شأنها أن "تساهم" في نصرة "دولة معادية" أو تعزيز سيادتها وتقوية نفوذها.. إن ذلك يعد "خيانة عظمى" تستوجب أقصى العقوبات ألا وهي الإعدام، فما هو شأن من قام بإعطاء معلومات "كاملة" من أجل تصفية المجاهدين والمقاومين من أبناء جلدته الشرفاء.. أو قام بتقديم تنازلات في حقوق لا يملكها.. كالتنازل عن أراض مقدسة في القدس وجعلها مستباحة للصهاينة، وحرم أهلها الأصليين من البقاء فيها، أو سعى وساهم في تشريد قومه وأبناء وطنه من ديارهم من خلال تنازله عن قضية اللاجئين ولسان حاله يقول لهم.. "تيهوا في الأرض إلى الأبد".. لا أن يكون الصهاينة هم الذين يستحقون أن يتيهوا في الأرض بعد أن استحقوا غضب الله وسخطه. إذا كانت تلك الوثائق قد أدهشت العالم بأسره ممن انخدعوا بالسلطة الفلسطينية ورموزها الذين اتخذوا من "إسرائيل" إلهاً لهم من دون الله ومازالوا يدندنون بأنهم كانوا مناضلين أو من قدامى المحاربين في منظمة التحرير الفلسطينية.. إذا كانت تلك الوثائق مصدر اندهاش وتعجب.. فإنها ليست كذلك عند الذين يعلمون منذ زمن طويل حقيقة هؤلاء الذين طمعوا في السلطة لأجل المال والجاه، وكما يقال إن "قلب المؤمن دليله" فإن حقيقة هؤلاء قد تكشفت منذ زمن طويل لدى أغلب الناس.. بل من الشعب الفلسطيني نفسه الذي كشف زيف "نضالهم المزعوم" الذي جلب لهم القصور والفلل والأرصدة الضخمة والمناصب، بينما جلب لهم في الوقت نفسه الذل والهوان من الصهاينة الذين أذاقوهم الخزي والعار.. إن من المضحك جداً أن نرى رموز تلك السلطة يتساقطون واحداً تلو الآخر ويتلعثمون وتظهر حقيقة وجوههم القبيحة بعد أن سقطت أقنعة "النضال" الذي يتحدثون عنه، ولا نعجب من مبدأ "خذوهم بالصوت" عندما ينهقون ويصرخون ويرعدون ويزلزلون الميكروفونات بأصواتهم النشاز ويدلون بتصريحاتهم النارية تجاه الجزيرة ووصفهم لها بأنها "تخدم إسرائيل" بمثل هذا الهجوم على السلطة ورموزها.. فيا سبحان الله.. عندما يبكي القتلة في جنازة القتيل، بل إن الدماء تغلي في عروقهم الآن تجاه من قام بتسريب هذه الوثائق.. في حين أن الله سيظهر خياناتهم تلك على رؤوس الأشهاد يوم القيامة، "وخل ينفعهم" الصهاينة كما نقول بالعامية.. عندما يجدون أنفسهم مع اليهود في خندق واحد في النار وبئس المصير.. قال تعالى (ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين).. وكما يقول كبار السن عندنا في شأن من يكشف الله فضائحهم بأن ذلك "سواد وجه" فإنهم والله قد صدقوا في وصفهم.. فالله مظهر ماكانوا يخفي هؤلاء.. من أعمال سوداء بل و"تاريخ أسود" لطخوا فيه أيديهم بدماء إخوانهم الشهداء.. ولطخوا فيه وجوههم بالذل والخزي والعار.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.. وللحديث بقية.