30 أكتوبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي بين فيه قرآننا الكريم منذ أربعة عشر قرنا المنهج الصحي في تعامل الإنسان مع الطعام حتى لا تلاحقه الأمراض والعلل في قوله تعالى (وكلو واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين) — سورة الأعراف: 31 وهذه الآية الكريمة هي دستور الريجيم الذي كتبت فيه الكتب وأنتجت من أجله برامج التخسيس وجراجات الربط والقص والتدبيس وشفط الدهون ولكن من يسمع ومن يفقه فلدى الكثير منا عقدة الخواجة فيشتري الكتب التي تشرح الريجيم المثالي والسعرات الحرارية وغيرها من تجارة الوهم المتعلقة بالتنحيف والتخسيس.والغريب والعجيب أنهم يعودون الآن إلى المعنى الواضح للآية الكريمة في أن أفضل أنواع الرجيم أن تأكل كل شيء ولكن دون إسراف لأن الحرمان الكامل لا يؤدي لنتائج إيجابية بل يعود بعده الشخص أكثر بدانة من ذي قبل.وآخر دراسة علمية تؤكد كما ذكرنا أن الكثيرين يعتقدون أن خسارة الوزن تعتمد في المقام الأول على تقليل كميات الطعام وتغير نوعيته فقط، وللأسف فهذا الاعتقاد الخاطئ هو السبب الرئيسي في عدم قدرة البعض على الالتزام بالأنظمة الغذائية المنحفة، نظرا إلى أن تلك الطريقة لا يمكن الاعتماد عليها لفترات طويلة في خسارة الوزن، فسريعا ما تفقد تأثيرها ويبدأ الجسم في التأقلم على تلك الكميات القليلة من الطعام وعلى النوعيات المنخفضة من السُعرات، ويبدأ في تخفيض معدل حرقة للسعرات الحرارية، كل ما سبق هو ما يؤكده استشاري التغذية الدكتور خالد يوسف موضحا أن عملية خسارة الوزن تعتمد على الكثير من العوامل المهمة والضرورية بجانب كمية ونوعية الطعام أهمها:— تنظيم مواعيد تناول الوجبات من أهم العوامل التي تساعد في عملية خسارة الوزن، فتنظيم موعد تناول الوجبات يؤدي إلى انتظام عملية حرق الدهون، كما يساعد في زيادة معدل الحرق، ويؤكد الدكتور خالد يوسف أن التوقف عن تناول الطعام بشكل كامل من الساعة الثامنة مساء، يعد من أهم العوامل التي تضاعف عملية حرق الدهون والسعرات الحرارية بالجسم.— كيفية تناولك للوجبات ويشرح الدكتور خالد يوسف كيف أن طرق تناولها للطعام قد تتسبب في فشل نظامنا الغذائي بالكامل، فتناول الطعام أمام شاشة التليفزيون يعمل على تناولنا لكميات كبيرة دون أن نشعر بذلك.أيضا عادة الزيارة الليلية للثلاجة والتي يقوم بها الكثيرون تؤدي إلى تناول أنواع من الطعام لا داعى لها وغير محسوبة، وكذلك عادة التقاط اللقيمات الصغيرة على مدار اليوم، فعلى الرغم من اعتقاد البعض أن كميتها قد تكون قليلة إلا أنها تؤدي إلى اضطراب عملية الأيض وحرق الدهون وتصيبها بالضعف الشديد.وأخيراً: إن الإنسان كما يقولون طبيب نفسه والمعدة بيت الداء، لذا عليه بالاعتدال وعدم الإسراف مع قليل من الحركة والرياضة فسيكون ساعتها وزنه معتدلا ومقبولا وعدم الانسياق وراء تجارة الوهم وبائعي الأحلام في أجساد رياضية وأصحابها جلوس على الأرائك وتكون النتيجة خسران الأموال وزيادة الوزن.وإن خير وسيلة صحية لتحقيق تخفيف الوزن هي اتباع النظام الكمي لتقليل كميات الطعام مع الحرص على أخذ جميع أنواع الغذاء، من بروتينات وكربوهيدرات ودهون وخضروات وفواكه بكميات متوازنة وهذا وحده الطريق الصحيح للجسم الصحي، فالعقل السليم في الجسم السليم، مع تمنياتي للجميع بصحة وعافية واتمنى من الجميع اتباع هذه النصيحة... ألا قد بلغت اللهم فاشهد وسلامتكم.