15 سبتمبر 2025
تسجيللا أعتقد أن هناك قطرياً لم يزُر مصر أو يجول في حواريها وأزقتها قبل طرقها الرئيسية أو زار (سيدنا الحسين) أو السيدة زينب وأعجب بسيارات (الفول والطعمية والكشري) قبل مطاعمها الفاخرة ومن فينا لم يركب في ليلها الجميل (المراكب الشراعية) في نيلها الخالد والمتوسط لـ(كباريها) وبرج القاهرة الشهير وفنادقها الفاخرة... من فينا (ماريح شوي) على كوبري الجامعة أو قصر النيل و( خذاله) ذره مشوية أو باذنجان مشوي أو حمص مصري... من منا لم يزر الاهرامات وتجول بمحلاتها وتبضع من(بازاراتها)واحتفظ بهداياها التذكارية (التاريخية )... كلنا نفتخر بصمود رجالها اثناء العدوان الثلاثي، واباؤنا حكوا لنا وجيعتهم عند نكسة 67 وكم غنوا وهلل ابناء الخليج لانتصارهم العظيم في الـ 73... من فينا لايحمل في ذاكرته (اسم) لمدرس مصري علمه لمستقبله ووبخه لمصلحته... لايمكن ان تمحى ذكريات مصر الجميلة والطريفة عندما زرنا مدنها وقُراها ونجوعها وتاريخها الذي يعود لاكثر من سبعة آلاف سنة... مصر التي عانى غالبية شعبها من الفقر والذل والانكسار لاتزال صامدة وقوية ضد العواصف والرياح العاتية التي تحاول النيل من ارادتها وعزيمة شبابها ومثقفيها والراغبين بالسير بها بخطى ثابتة نحو التقدم والازدهار والنهضة لتعود مصر لريادتها وزعامتها... والتي استعاد شعبهاحريتهم بعد سنوات طويلة من القهر والظلم والبطش وكلفتهم هذه الحرية استشهاد وفقدان العديد من شبابها ورجال الغد... لتكون الخسارة كبيرة وفادحة على الوطن قبل ان تكون مأساة حقيقية لاهاليهم وذويهم الذين ذاقوا الويلات من فراق ابنائهم وبناتهم وهم في ريعان شبابهم وفي عمر (الزهور)... ومن هؤلاء الشهداء من ذهبوا ضحية مباراة في كرة القدم وكانت مدينة الابطال بورسعيد مسرحا لهذه الفاجعة والكارثة الانسانية.. كانت مأساتنا كعرب في ذلك اليوم ونحن نرى المصري يقتل ويفتك بشقيقه المصري من اجل كرة قدم ولهذا فان يوم الاول من فبراير العام الحالي 2012 الدامي ستظل اوجاعه مغروسة في قلوبنا حتى وقت طويل... ومن اجل ذوي ضحايا هذه الكارثة الانسانية جاءت فكرة عظيمة تبنتها لجنة الاعلام الرياضي في قطر ورابطة النقاد المصرية وهي اقامة مباراة خيرية تجمع منتخبي البلدين تقام على الاراضي القطرية ويعود ريعها لاهالي مذبحة بورسعيد وبالفعل كان القائمون على الرياضة في البلدين اول من تبنوا هذه الفكرة ورحبوا بها وامروا بتنفيذها على الفور ودون تأخير فالفكرة انسانية في المقام الاول وقطر معروفة بمبادراتها الانسانية تجاه اشقائها في سائر الدول العربية... فكيف اذا كانت مصر الحبيبة والراسخة معزتها ومكانتها في قلوب كل القطريين ولاننسى انها ستكون بروفة من العيار الثقيل لمنتخبنا الوطني قبل سفره الى البحرين للمشاركة في دورة الخليج الحادية والعشرين وتجربة رائعة لمنتخب مصر قبل استئناف مشواره في تصفيات كأس العالم والذي نتمنى له كل التوفيق والتأهل الى البرازيل لان مصر بحاجة ماسة الى فرحة تعيد للشعب الابتسامة بعد الاحداث السياسية التي تحزننا وتؤرقنا اكثر من ابناء مصر... بالفعل سعادتنا كبيرة بلاعبي المنتخب المصري ونجومه الكبار وهم يحلون في بلدهم بين اهلهم واشقائهم نرحب بالمنتخب الذي اسعدنا سنوات عديدة وشرفنا في البطولات الافريقية ونقول لزملائنا الاعلاميين الذين رافقوا منتخب الساجدين لتغطية هذه المباراة التاريخية حللتم اهلاً ونزلتم سهلاً ، واذا كنا نتذكر ببالغ السرور والفرح زياراتنا للاهرامات وتجولنا في النيل الخالد وتذوقنا الاكلات المصرية الشهيرة فاننا لانوجه لكم الدعوة ولكنكم انتم من تدعونا لمرافقتكم (وعلى راسنا) في جلسة حلوة بسوق واقف وتتنزهون في كتارا وتزورون المتحف الاسلامي وشواطئ قطر الجميلة... هذه المباراة الخيرية والحبية والودية والتي تؤكد عمق الروابط التي كانت وظلت وستبقى بين البلدين نتمنى ان تكون لها انعكاسات ايجابية على المعارضين لعودة النشاط الكروي في مصر وتؤكد لهم بان ضحايا بورسعيد لن ينساهم العالم العربي اجمع وليس المصريين فقط وان اقامة الدوري وعودته مرة اخرى سيكون خطوة قوية نحو اصدار الاحكام بحق القتلة والمجرمين الذين تسببوا في هذه الكارثة البشرية... مباراة لن تكون عادية لانها اقيمت لدواع انسانية بحتة... لقاء لن ينساه اي من المصريين والقطريين بشكل عام... موقعة اخوية نتمنى ان تكون مثيرة من الجماهير قبل اللاعبين.... اليوم الاعلام وضع بصمته في هذا اللقاء من خلال طرح الفكرة... المسؤولون وضعوا بصمتهم من خلال الترحيب بها حتى رأت النور... المنتخبين حاضرون بنجومهم.... والجماهير قالت كلمتها على شباك التذاكر وستعلن تواجدها في ارض الملعب لتكتمل عناصر النجاح... فشكراً لكل من ساهم وسيساهم اليوم في هذا العرس العربي... قبل النهاية... قطر ومصر... قلب واحد... يد واحدة... طريق واحد... مصير واحد