15 سبتمبر 2025

تسجيل

2022

28 ديسمبر 2011

عندما فزنا بتنظيم كأس العالم 2022 وعمت الأفراح أرجاء الوطن العربي والشرق الأوسط كنا نتوقع صراحة أن تكون هناك أحقاد خفية وظاهرة وأن تـُستل بعض الأقلام من غمدها ليقللوا من حجم هذا النجاح ويعطوا له أبعاداً وتفاسير تدخل ضمن "المخططات الاستعمارية لإسرائيل وأميركا بالمنطقة" بعد إعلان قطر الدولة المستضيفة لكأس العالم 2022!!.. وأنا حقيقة لست في محل هجوم على هذه الأقلام كما إنني لست في محل دفاع فهذه الأحبار ليست بذاك التأثير الذي يجعلني أهاجمها وأعطيها من الحجم الضعف، كما ان قطر لاتحتاج دفاعاً فليست متهمة في شئ وهي معلمة حقوق لا إدعاء!.. ولكني أريد أن أوضح وجهة نظر شخصية حول الأقاويل التي زادت وتيرتها مع دخولنا حيز تنفيذ ما تضمنه ملفنا المونديالي ووضع اللبنات الأولى لمرحلة تحقيق الحلم في أن ما يقال لا يقلل من حجم الإنجاز الذي تحقق على يد فرسان قطر وهذا أمر لا جدال فيه الآن أما عن الآثار المترتبة من وراء الاستضافة فهذا ما يسعى المخلصون من أبناء هذا البلد لدراستها وتقييم ما يمكن أن يكون وسط عشرات الآلاف الذي سيتوافدون على قطر لمتابعة مجريات كأس العالم وننتظر من الآخرين أن يقدموا اقتراحاتهم البناءة وليس قدحهم حول هذا الفوز الذي نعده نصراً مادامت الولايات المتحدة الأميركية كانت المنافس لنا حتى آخر جولة من التصويت والذي كاد ينزع قلوبنا من مكانها قبل أن يعلنها العجوز بلاتر وتعم الأفراح قطر فالذي يقول إن "عصبية" أوباما كانت مصطنعة وإن تقليله من فوزنا كانت حركة منه للتغطية على مشروع الولايات المتحدة الأميركية المستقبلي في نشر النصرانية والأفكار الهدامة الاستعمارية الأميركية وكأن قطر مجرد بلد لا عقول حكيمة فيه وتستوعب ما تدبره لها أميركا أو غيرها من الدول التي تتربص بكل الدول العربية والإسلامية شراً!!.. بالله عليكم دعونا ولو قليلاً نفكر بمنطق فكل شئ حولنا أصبحت أصوله "مخططات يهودية"!..كرهنا الوجبات السريعة لأن ريعها يذهب إلى اللوبي الصهيوني وكرهنا بعض كلماتنا التي نقولها لأن أصلها يعود إلى اليهود وانقرفنا من بعض طباعنا لأنها قادمة لنا من عمق الطباع اليهودية كل شئ حولنا أصبحنا نتشكك فيه والسبب ان لدى السواد الأعظم منا عقليات تتعمد أن تمس فينا ما يمكن أن ننجرف له دون تفكير مثل الكلمات والطعام دون أن تقدم أدلة ملموسة ويمكن اعتبارها قاطعة لنجعل من المسموحات محظورات لدينا.. بربكم إهدأوا قليلاً.. فكأس العالم يعد شرفاً لأي دولة تقدم ترشيحها لاستضافته وليس من المعقول ان أميركا التي كانت تمني نفسها لإقامة كأس العالم 2022 على أراضيها قد استشاطت كذباً ونفاقاً حينما ظهر اسم قطر متوسطاً البطاقة الفائزة بالتصويت وان أوباما الذي وصف اختيار قطر بأنه الاختيار الأسوأ والخطير لمجرد ان أوباما وحاشيته يخططون لما سيفعلونه بهذه الدولة بعد اثنتي عشرة سنة وكأن هذه المخططات ستنتظر كل هذه المدة!!.. لا يا سادة فبغض النظر عن كل الشرور التي تحدق بنا فهذا شرف رياضي يغطي حفل الأوسكار وما شابهه ونحن في قطر نعلم بأن احتفالية كبرى مثل هذه ستكون مرتعاً لكل ما هب ودب من البلاوي التي يمكن لأصحابها من النفوس الضعيفة أن تتجرأ وتزرعها على أرضنا فهذا هو الاستقراء الذي نملكه في قطر ونحن بإذن الله سنستطيع أن نبتر مجاري الفساد الذي يعتمد في قوته علينا من أن يمد جذوره في مناسبة كبيرة مثل كأس العالم الذي ينتظر عامه الـ 2022 ليحل بيننا وعليه فإني أدعو مركز ضيوف قطر لأن "يشد حيله" في تقنين خطته ورسم الخطوط العريضة لما يمكن أن يقدمه هذا المركز الذي يحتضن دعوته للإسلام في جنباته ويوسع من نشاطاته لعل وعسى يهدي به الله ما يشاء من عباده وتكون قطر منارة الإسلام والثقافة والمعرفة ولدحر بعض الأقلام المسمومة التي تحاول النيل من بلادنا وقلب الطاولة علينا وكأن فوزنا وبالٌ وليس آمالا نعتمد عليها لتسجيل حروف قطر من ذهب!!.. اسمحوا لي فأنا على ثقة بهذا المجتمع في أن يثبت قدميه فوق أرض صلبة لاتهتز..أرض من القيم والأخلاق لا يمكن أن تزعزعها بطولة كأس العالم أو الجماهير التي ستزحف إليها.. هذا أملي وهذه ثقتي وبربكم لا تخذلوني! فاصلة أخيرة: أريدكِ فوق فوق فوق أحلم بكِ فوق فوق فوق لأنكِ ببساطة "قطر"!