13 سبتمبر 2025

تسجيل

ثقافة الاحتلال على مر السنين

28 نوفمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); 97 عاما مرت على وعد بلفور، أو الرسالة التي أرسلت في 2 من نوفمبر 1917، من وزير الخارجية البريطاني، "آرثر جيمس بلفور" إلى اللورد "ليونيل ولتر روتشيلد" زعيم المجتمع البريطاني اليهودي، بغرض إرسالها إلى الاتحاد الصهيوني. ويقول نص الرسالة، التي لا يزيد طولها على بضعة أسطر، وعدد كلماتها 117 كلمة: وزارة الخارجية ـ 2 من نوفمبر 1917. عزيزي اللورد روتشيلد، يسرني جداً أن أنقل إليكم بالنيابة عن حكومة جلالته، التصريح التالي المتعاطف مع أماني اليهود الصهاينة، وقد عرض على الوزارة وأقرته. إن حكومة صاحب الجلالة ترى بعين العطف تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يُفهَم جلياً أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص من الحقوق المدنية والدينية للطوائف غير اليهودية الموجودة في فلسطين، أو الحقوق والوضع السياسي التي يتمتع بها اليهود في أي بلد آخر. وسأكون ممتناً إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علماً بهذا التصريح. المخلص: آرثر جيمس بلفور.وتعد الرسالة التي اشتهرت بوعد بلفور، أولى ثلاث وثائق يعتبرها الكيان الصهيوني مستندا لقيامه، حيث الوثيقة الثانية هي قرار انتداب بريطانيا على فلسطين، والأخيرة هي قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، الصادر في العام 1947. لكن هل كان وعد بلفور هو هذه الرسالة وكفى؟ وهل سلبت فلسطين برسالة بعثها من لا يملك إلى من لا يستحق؟الحقيقة أن الرسالة المعروفة بوعد بلفور، لا كانت مجرد وعد، ولا من الصواب أن تنسب لبلفور وحده، بل هي صك تنفيذي، صادر عن أكبر دولتين آنذاك، وهما بريطانيا والولايات المتحدة، بإقامة دولة جامعة لليهود، وهو ما عملت الدولتان على تنفيذه منذ اللحظة الأولى. ودعونا نقرأ خبرا نشر على صدر الصفحة الأولى من العدد الثاني من جريدة "الشورى" التي كان يصدرها من القاهرة الأستاذ "محمد علي الطاهر" والصادر بتاريخ 29 من أكتوبر 1924.عنوان الخبر يقول: ذكرى الثاني من نوفمبر ووعد بلفور.. احتجاج اللجنة الفلسطينية. وتقول تفاصيله: في مثل هذا اليوم، الثاني من نوفمبر عام 1917، أعلنت الوزارة البريطانية وعدها بجعل فلسطين وطنا قوميا لليهود. أعلنوا هذا الوعد، وها هم بالرغم مما أصاب الوطن الفلسطيني بسببه من الشقاء، لا يزالون منذ سبع سنين يصرون على تنفيذه بالقوة، من دون أن يرحموا ذلك الشعب الذي كاد يفنى وهو يدافع عن حياته، فاللجنة الفلسطينية بمصر، بمناسبة الذكرى السابعة لهذا الوعد المشئوم، تحتج على وعد بلفور أشد الاحتجاج، وتلفت أنظار العالم كله إلى الخطر الذي حاق بفلسطين، من جراء التصميم على تهويدها وإجلاء اليهود عنها.هذا ما نشر بعد سبع سنين من إطلاق الوعد، تأكيدا لأن الفلسطينيين قطعوا هذه السنوات في معاناة، بل إن الشعب الفلسطيني كاد أن يفنى وهو يدافع عن حياته! وأن بريطانيا، وطوال السنوات السبع، كانت تصر على تهويد فلسطين، ما يعني أن السياسة التي يتبعها نتنياهو وكل من سبقه، ليست إلا الامتداد الطبيعي لسياسة الاحتلال البريطاني في فلسطين.