قانون الجذب يعمل لصالحك

يظل الإنسان طيلة حياته يبحث عن حلول لمشكلاته ويسعى جاهدا لتحقيق أمنياته، وكل ما يصبو اليه يتحقق بقدرة الخالق العظيم وعونه ـ سبحانه ـ الذي جعل لكل شيء سبباً وقانوناً يسري في الكون ليتحقق مراده، ومن القوانين الكونية التي تعمل فينا سواء ادركناها ام لم ندركها "قانون الجذب، الذي ينص على ما يلي: "إنني أجذب لحياتي اي شيء أمنحه انتباهي وطاقتي، وكل ما أركز عليه سواء كان ايجابيا ام سلبيا". وذكرنا ان هناك مجموعة من الادوات التي يمكنها بمشيئة الله تعالى ان تعينك على تحقيق أحلامك؛ اولها الاحتفال بدليل يشير إلى انك على طريق تحقيق رغباتك. وثاني هذه الادوات هو: "سجل دليل عمل قانون الجذب"، ونقصد بذلك ان تحتفظ لديك بدفتر تسجل فيه اي علامة او اشارة على ان أمنيتك قد اوشكت على الوقوع؛ مثال ذلك انك قد افتتحت محلاً تجاريا وعانيت من عدم اقبال الزبائن عليه ثم شرعت في الدعاء إلى الله تعالى والشعور بأمل في نجاح مشروعك، وبدأت تلاحظ ان هناك عدداً من الافراد يتردد على محلك (فهذا دليل قم بتسجيله فوراً)، ثم بعد عدة ايام فوجئت بأن هناك شركة ما تود التعاقد معك لتزودها ببضاعتك (فهذا دليل ثان) وهكذا.. إن تسجيلك لدليل على ان قانون الجذب يعمل لصالحك — وبتعبير آخر: ان الله تعالى يستجيب لدعواتك وسيساعدك على ان تؤمن بأن الرغبات فعلا تتحقق، وبذلك تزيد من ذبذباتك الايجابية ويقلل من شكك. تذكر أنك في اي وقت تحصل على دليل، فإن شكك يتلاشى تماماً مما يوفر حالة السماح لحدوث ما تتمنى، وبالتالي يساعد بقدرة العلي القدير على حصولك على رغبتك. وفي كل مرة تشعر فيها بشك في امكانية — (حصولك على تلك الشهادة — او نجاح مشروعك — او تحسن علاقاتك او....) — فما عليك إلا ان تعود لكتابك "الدليل على ان قانون الجذب يعمل لصالحك" وتقرأ ما سجلت من ادلة فهذا ما سيذكرك بأنك فعلا حققت الكثير مما تتمنى مما سيخفض من شكك او يمحوه تماما. في دفتر "دليل أن قانون الجذب يعمل" اكتب التاريخ في اعلى الصفحة، واسفل منه اكتب العبارة التالية: "اليوم لاحظت هذا الدليل؛ مثال (الشخص يشعر ان زملاء عمله لا يرغبون في وجوده معهم، سيكتب لاحظت اليوم أن أحد زملائي يبتسم لي — في يوم آخر ربما كتبت: لاحظت ان زميلي الجالس في المكتب المجاور قد دعاني لتناول قدح من الشاي في مكتبه، وهكذا.. مثال آخر لشخص يريد ان يخفض وزنه: "اليوم لاحظت أنني بدأت في تناول صحن من الخضراوات"، وفي يوم آخر: " لاحظت انني مارست بعض الرياضة". ويذكر مايكل لوزر في كتابه Law of Attraction نموذج لشخص يدعى "إيفور" قام بتطبيق قانون الجذب واستخدم اداة تسجيل الدليل؛ يقول إيفور: "أعمل في ادارة الاعمال المالية، ولاحظت ان حظي سيئ فيما يتعلق بتطبيق قانون الجذب، ولكنني جاهدت نفسي وغيرت تفكيري، وحاولت أن أكون أكثر انفتاحاً وتقبلا للأفكار الجديدة.. بعدها لاحظت ان اشياء رائعة بدأت تحدث لي، لقد بدأت افكر في عملي بشكل تفاؤلي بعد ان كنت أقلق دائما وأتوقع السوء. وعندما قمت بتعمد.. برفع ذبذباتي بالتحول من القلق إلى التفكير بتفاؤل وايجابية، لاحظت انني احصل على نتائج وبشكل سريع لافت للنظر. فبمجرد ان اقرر انني اريد ان اقابل ثلاثة عملاء جُدداً في يوم واحد، فإن هذا ما كان يحدث بالضبط، لقد استخدمت دفتر "تسجيل الدليل على عمل قانون الجذب" لأسجل به كل نجاحاتي سواء كانت صغيرة ام كبيرة، لقد سجلت فيه أمثله على غرار "لاحظت اليوم ان عميلاً جديداً قد حُوِّلَ إلي"، "تسلمت اليوم شيكاً بمبلغ كبير"، "استطعت اليوم أن أدفع حق فاتورة متأخرة"، "لقد كنت أعود لقراءة دفتري عندما كنت اشعر برغبة في زيادة ذبذباتي ولأذكر نفسي بمدى قوة قانون الجذب". لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يعلمنا التفاؤل حتى في أحلك الظروف، واذكر في هذا المقام انه صلى الله عليه وسلم كان يُبشر اصحابه اثناء حفر الخندق حول المدينة بفتح فارس والروم، في وقت تكتلت فيه قريش وغيرها من قبائل العرب واليهود على المسلمين لقتلهم. إنها الثقة المطلقة في نصر الله تعالى، وفي قدرته سبحانه على تحقيق المستحيل. فما عليك لكي تحول احلامك إلى حقيقه إلا ان تثق في قدرة العلي الذي لا يُقْهَر. لا تركز على ضعفك او ظروفك المؤلمة، ركز فقط على انك بقوة الله تعالى ستحقق ما تريد، واكتب هذه النصيحة الرائعة لرسولنا صلى الله عليه وسلم وضعها دائماً أمام عينيك "تفاءلوا بالخير تجدوه".