الخيانة تؤدي للظلم

ما أقبح الظلم وما أشد وقعه على النفس.. وما أسهل فعله لبشر استكبرعلى الله.. فقد حرم الله الظلم على نفسه وهو الله القادر على كل شيء، فكيف ببني البشر يجعلونه بينهم كشربة الماء. عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى عن الله تبارك وتعالى أنه قال: (يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا)..حرص الاسلام على تنظيف المجتمع المسلم منه، وتنقيته ليكون طاهراً سليما من السلوكيات والأخلاق السيئة ومن تلكم الأخلاق: الخيانة والظلم وما تقع الخيانة حتى يلحقها ظلم. والخيانة في قاموس المعاني تعني: الغدر ونقض العهد. والله يبغض كل خوان، قال تعالى:(إنَّ الله يُدافعُ عن الذين آمنوا إنّ الله لا يُحِبُّ كُل خَوَّانٍ كَفُور).الخائن كالظالم لا يرى خيانته فيظلم نفسه قبل أن يظلم غيره، ومن المضحك المبكي أنه لا يرى نفسه إلا صاحب حق، فقد قسى قلبه وتحجر وزاده الله فأعمى بصره وبصيرته ولو صلى في اليوم والليلة إثنتي عشرة ركعة ولو قام الليل.. قال ميمون بن مهران: إن الرجل يقرأ القرآن وهو يلعن نفسه، قيل له: وكيف يلعن نفسه؟! قال: يقول:(أَلا لعنة اللَّهِ على الظَّـالمين) وهو ظالم لغيره.. ولا يقع ظلم إلا قبله خيانة.والخيانة من خلق اليهود ومن فعلها فقد تحلى بأخلاقهم،لقوله تعالى:(ولا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ) وخيانته تعود عليه لقوله تعالى: (وَأَنّ اللَّه لا يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ)دعونا نتعرف على أنواع الخيانة والتي تؤدي لظلم المعتدى عليه، ولننظر لحالنا ولفعلنا ثم نحذر إن كنا واقعين فيها! ومن أعظم أنواع الخيانة خيانة الدين والطعن في الذات الالهية أو في النبي صلى الله عليه وسلم ثم خيانة الاوطان: بأن تدخل إليها كل ما يؤذي عقيدتها وسلامة أرضها، أو تتفق على من يحقد عليها ويريد زوالها من أجل حفنات من النقود أو منصب دنيوي. كذلك خيانة الأموال المؤتمن عليها: وتكون في المعاملات بين الشركات وزبائنها (كالسيارات،والمقاولات،التجارة، الصدقات،...الخ) قال تعالى:(إنَ الله يَأمُرُكُم أن تُؤدّوا الأمانات إلى أهلها) كذلك كل ما يخص الدولة وتصرف عليه من أموالها، من استغلال المواد المتوفرة بالعمل (أقلام،أوراق، تصوير،أدوات مختلفة لحسابه الشخصي) وعدم الحفاظ على مكان العمل وأدواته وآلاته ومعداته، وصرف مال الدولة في غير وجه حق...الخ. أواستغلال المنصب أوالوظيفة نفسها لتقضية المصالح الشخصية والأسرية، بل تسخير من في العمل لعمل خاص ليس من عملهم ولم يوظفوا من أجله.ومن الخيانة خيانة الشريك لشريكه: حيث تُنقض العقود والعهود والمواثيق التي تكون بين المتعاقدين؛ لذا فأحذر فإن اللهَ يَقُولُ:(أَنَا ثَالِثُ الشَّرِيكَيْنِ مَا لَمْ يَخُنْ أَحَدُهُمَا صَاحِبَهُ، فَإِذَا خَانَهُ خَرَجْتُ مِنْ بَيْنِهِمَا) وسيكون الله خصيمه يوم القيامة. وهذه كثرت هذه الأيام بين الإخوة وبين الشركاء في العمل الخاص.وأخيراً خيانة الأزواج: ونقصد بها الزنا، ويلحق مثل هذه الخيانة ظلم يقع على طرف منهم بأمراض قد يجلبها له، وبتدمير أسرة كانت مستقرة، وقس على ذلك.الخائن:1) هو منافق: فالخيانة خلق من أخلاق المنافقين قال صلى الله عليه وسلم:"أربع من كن فيه كان منافقا خالصا، ومن كانت فيه خصلة من هذه الخصال كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها....، وإذا أُوتمن خان،....."2) لا تجوز شهادته قال صلى الله عليه وسلم: "ولا تجوز شهادة الخائن والخائنة".3) الخائن لا يدخل الجنة: قال صلى الله عليه وسلم:"ما من راعٍ يسترعي رعيةً يموت حين يموت وهو غاشٌ لها إلا حرم الله عليه الجنة".6) والله خصم للخائن في أمانته يوم القيامة قال صلى الله عليه وسلم:"قال الله ثلاَثة أنا خَصمُهُم ومن كنتُ خَصمهُ قصَمتهُ، رجُلٌ أعطى بي ثم غدر".التحذير من الخيانة:قال صل الله عليه وسلم:"يُنصب لكل غادر لواءٌ يوم القيامة،يقال هذه غدرة فلان بن فلان".اللهم إنا نعوذ بك من الخيانة كما استعاذ منها نبيك صلى الله عليه وسلم فإنها سوء الخيانة.قصص كثيرة واقعة وظلم كثير واقع في هذا الزمان، والمصيبة أنها قد تقع ممن يصلي ويصوم ولكن حب الدنيا وشهواتها من مال أعمى عيون بعض المسلمين فأنساهم الخوف من الله، فنسوا أنهم مسئولون يوم القيامة عن خيانتهم وظلمهم وافترائهم على عباده وأكل حقهم بالباطل.تمعن وافرح يا مظلوم بقوله تعالى:(ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون،إنما يُؤخرهم ليوم ٍ تشخص فيه الأبصار).همسة:يامظلوم ويا من غُدر به ألا يُبكيك هذا الحديث ويُفرحك، ألا يُبكيك كيف أن الله سينصرك وينصفك، وألا يفرحك أن لك ربا كبيرا يسندك.. الله أكبر.. ما أعظمك يارب وما أعظم الاسلام وما أظلمنا لأنفسنا.قال صلى الله عليه وسلم:"ثلاثة لا ترد دعوتهم:........، ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء ويقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين" ودعوة المظلوم ولو كافراً أو فاجراً تستجاب فكيف بك مسلما ومظلوما!يا خائن يا ظالم أين ستذهب من الله؟!..دمتم في حفظ الله ورعايته.