16 سبتمبر 2025

تسجيل

سالفة

28 نوفمبر 2012

أعود سنوات وسنوات إلى الوراء. وأتذكر البدايات الأولى لإذاعة قطر وعددا من الضيوف من المنتمين إلى الحراك الفني وبخاصة الموسيقى والغناء، من الفنانين الأوائل الذين زاروا الإذاعة، أتذكر مطربا لبنانيا اسمه "صابر الصفح" يقال والعهدة على الراوي المرحوم تيسير عقيل أنه كان مشهوراً – وكان فعل ماض ناقص – هذا الفنان لا أدري هل هو من جيل وديع الصافي، محمد سلمان – نصري شمس الدين وغيرهم أم لا. وكان لديه أغنية كانت تذاع بشكل يومي في الإذاعة، تقول كلمات الأغنية "ما أحلى القهوة من ايد الحلوة.. لو كانت مرة.. تبقى حلوة"، وكنت أكره هذه الأغنية كراهيتي لبعض الأصوات ولا أستطيع أن أحددها خوفاً من بطش عشاق هذه الأصوات. ما علينا. وفي تلك السنوات كان يحضر إلى قطر مطرب اسمه عبدالفتاح راشد. صوت لا غبار عليه من الرعيل الأول ويمثل جيل الكحلاوي وكارم محمود ولكن ظهور جيل عبدالحليم والثورة على الغناء القديم قد قضى على ما بقي من جمهور أمثال عبدالفتاح راشد وحتى سعد عبدالوهاب، المطرب المذكور بوراشد كان يقدم نفسه بمطرب الملوك والأمراء!! أي ملوك وأي أمراء؟ هنا مربط الفرس، فلقد شارك ذات يوم في إحدى الممالك العربية ولا أدري ما المناسبة فمنح وساما ومنذ تلك اللحظة استحوذ على اللقب وليذهب تاريخ محمد عبدالوهاب وأم كلثوم ووديع الصافي ومئات الفنانين إلى الجحيم. قلت له ذات مرة وقد ملأ سحنته الغضب. أنت أول مطرب يحمل هذا اللقب؟ قال لا فض فوه نعم. قلت ومع هذا فإن اسحق وإبراهيم الموصلي كليهما لم يحمل هذا اللقب في عهد الرشيد والمأمون. فقال لا أدري وكان سعيداً بهذا اللقب ولا يقدم نفسه إلا بصفته مطرب الملوك والأمراء، والمؤسف أنه قد اختفى من خريطة الغناء قبل أن ينتقل إلى عالم الخلود. الآن في الأسواق ألقاب وألقاب، القيصر لكاظم الساهر. على سبيل المثال والهضبة للفنان عمرو دياب، لا أدري هل هضبة الأهرام أم الجولان والملك لمحمد منير والمطربات لهن أيضا ألقاب وألقاب، صوت الجبل، صوت الريح، مسكينة فايزة أحمد رحلت عن هذه الدنيا دون أن تحصد لقباً مميزاً مثل ماجدة الرومي، أصالة، أحلام، وغيرهن، نعم هناك أصوات تستحق الإشادة مثل شادية مثلاً أو نوال، وهناك ألقاب تليق بالبعض مثل مطربة الحنطور ومطرب الحمار – الله يعز القارئ – والأجمل والأروع أن الكل سعيد بلقبه. والله انها سالفة.