14 سبتمبر 2025
تسجيلواصلت حديثها وهي متأثرة للغاية: مات الوالد وبعد اتخاذ الإجراءات المعتادة في توزيع جزء من الميراث علينا إخوة وأخوات، بيّتُ في صدري نية لم أفصح عنها لأحد وذهبت مباشرة إلى مكتب إحدى الجمعيات الخيرية لأفاجأ بقدوم أخواتي الخمس كلهن، وذلك بشكل فردي دون تنسيق مسبق إلى درجة، لو أننا كنا ذهبنا باتفاق لاختلفنا في الميعاد، وقد بدت مظاهر الاندهاش على وجوهنا وتصرفاتنا مما دفع مسؤول المكتب الى الاستفسار عن حقيقة الوضع. أكملت موضوع حديثها، وقد أوشكت الدموع أن تطفر من عينيها ولكنها أبدت شيئاً من الصلابة وبقيت متماسكة ملمحة الى حبها العميق للوالد وشخصيته المؤثرة والقوية وبحركة سريعة فتحت جوالها واستقرت على صورة للوالد -رحمه الله - بلحيته البيضاء وهو في بشته... تخيل لي أنني أرى عمر المختار في سحنته المحببة والمألوفة ونظرته الودودة المشدوهة تجاه الكاميرا رغم أنها كانت صورة ملونة، قديمة، ضبابية.. أضافت أنها اعتادت أيضا أن تطبع مصاحف في ثواب الوالد بالتنسيق مع مؤسسات خيرية... قالت وقالت كلاما كثيرا عن تعلقها بأبيها وكيف انها وأخواتها رغم زواجهن وانشغالهن بأبنائهن وحياتهن الخاصة فإنهن لم ينسين فضل الأب المربي...وظللن يتابعن ما كان يقوم به من أعمال خيرية كثيرة.. ولفت نظري أنها تطرقت في مقدمة حديثها إلى أن الأسرة اكتفت بتوزيع جزء من الميراث فلما استوضحت منها قالت: نعم هذا صحيح، فالوالد أوصى قبل وفاته بمتابعة أعماله الخيرية، لذا فإننا لم نتصرف في العقارات التي ورثناها منه وتركناها مصدر إنفاق دائم لتمويل أنشطة خيرية في ثوابه... سألتها: لعله - رحمه الله - أراد أن يجعل ثلث ماله لعمل الخير أو وقفاً لله تعالى؟ قالت: لا أدري! قلت: إذن من الأجدى تفعيل آليات أخرى لاستمرار تدفق الخيرات في ميزان حسنات الوالد قالت: كيف؟ قلت: هناك سبيل آخر غير السبيل الذي سلكتموه يحقق رغبة الوالد.. وأيضا يريح بالكم ويحمل عنكم عبء متابعة إيجارات هذه العقارات وصيانتها وهكذا إنفاقها وإيصالها إلى مستحقيها... لم أطل عليها كثيراً وأوضحت لها أبعاد الفكرة وضرورة اللجوء إلى الفقه الوقفي والاستمداد من الثقافة الوقفية في هذا الإطار.. وتساءلت في نفسي من المسؤول عن غياب (ألف باء) العمل الخيري والرؤية المفترضة في إدارة الوصايا والتركات التي يخلفها خيرون قلوبهم معلقة في السماء؟! ملاحظة أخيرة: في ما يختص بالعدد الماضي من تراحم بتاريخ 19 /11/ 2012م تمت تغطية ثلاث حالات بواسطة فاعلة خير جزاها الله خيراً. حيث تم التبرع لهم من فاعلة خير بالمبالغ كاملاً أخلف الله تعالى عليها خيراً مما أنفقت، فشكراً لها ولكل من أسهم ويسهم معنا في التعريف بالحالات، خاصة على التويتر والفيسبوك وبارك الله في مساعيكم.. وإليكم تفاصيل التبرع: تم التبرع للحالة رقم (708) بإجمالي المبلغ المطلوب وقدره (22،334) ريالا وتم التبرع للحالة رقم (703) بإجمالي المبلغ المطلوب وقدره (12،400) ريال كما تم التبرع للحالة رقم (712) بإجمالي المبلغ المطلوب وقدره (7000) ريال إجمالي المبالغ للحالات الثلاث = 41734 ر.ق. وشكر خاص للأخ الفاضل عثمان عمر الموظف بإدارة خدمة المجتمع بمؤسسة راف.