21 سبتمبر 2025
تسجيلالتسكين يعني تحديد الدرجة والراتب للموظف حسب المؤهلات والخبرة. ما تم في الأونة الأخيرة من تسكين موظفي المدارس المستقلة حسب اللائحة الجديدة شيء جميل ويساعد على العمل في بيئة محفزة على العطاء، ويرفع من قدر المعلمين ويميزهم، خاصة في ظل عزوف الكثير من القطريين والقطريات عن مهنة التدريس. وقد اطلعت على لائحة التسكين وتبادرت إليّ بعض الملاحظات، وأتمنى من المجلس الأعلى للتعليم الأخذ بها.. لقد تم تخصيص مبلغ 750 ريالاً فقط علاوة إشرافية لمنسقي المواد، وأعتقد بأن مثل هذا المبلغ لا يتوافق مع المهام التي توكل إليهم من الإشراف الكامل على النواحي الأكاديمية والإدارية ومراقبة إنتاج المدرسين وطريقة أدائهم، وكذلك إعطاء وحضور الدورات والورش، وأكثر من ذلك التدريس بمعدل حصتين يومياً، فكأن هذا المبلغ رمزي جداً لما يقدمونه وقد لا يسعى إليه المنسق أو المنسقة ويفظل أن يظل معلماً دون التزامات أو أعباء إضافية والبعد عن الحساسية التي يمكن أن تتسبب في الإشراف على المدرسين والمدرسات. وقد تؤدي تلك العلاوة البسيطة إلى تهاون البعض في أداء واجباته وقد يقول: فلتقطع تلك العلاوة.. نأتي إلى النواب الإداريين.. فبعد الزيادات أصبح هناك فارق كبير بينهم وبين المعلمين ومن هؤلاء النواب من كان مدرساً أو مدرسة سابقاً، ويتمنى أن يعود إلى سابق عهده مدرساً أو محضر مختبر، حيث إن محضر المختبرعلى سبيل المثال، بالإضافة إلى الراتب الجيد حسب اللوائح الجديدة يحصل على علاوة 35 بالمائة طبيعة عمل فيقفز راتبة إلى أعلى من النائب الإداري.. ولن يكون لعلاوة الإشراف 1500 ريال أي تأثير في راتب النائب أو النائبة الإدارية أو مديري المراحل وسيطمح الكثير منهم للعودة إلى التدريس أو محضرين مختبرات أو الاستقالة. في مثل كلتا الحالتين السابقتين قد نصل إلى حالات ضعف في المستوى الإداري بانسحاب الأكفاء من النواب الإداريين، وكذلك في التقييم الأكاديمي للمنسقين بعدم مبالاة البعض منهم بالتوجيهه الجيد والحرص على مراقبة الأداء بالشكل الفعال. والحل هو زيادة تلك العلاوات الإشرافية بما لا يقل عن 1500 ريال للمنسقين و3000 ريال للنواب الإداريين، لعل ذلك التحسين يكون عاملاً مشجعاً ومساعداً للاستقرار والاجتهاد بالعمل. نأتي إلى النموذج الأخير وهو مدير المدرسة وصاحب الترخيص. لقد تناولت وسائل الإعلام أنهم سوف يحصلون على معدلات رواتب عالية تتجاوزالسبعين ألف ريال قطري. وبعد رصدي للعديد من آراء أصحاب التراخيص بمستويات مختلفة من الخبرة، وجدت أن الجميع قد تم تسكينهم على راتب أساسي قدرة 32000 ريال بغض النظر عن الخبرة وسنوات العمل. وأفضل راتب إجمالي يمكن أن يحصل عليه صاحب الترخيص هو 48000 ريال قطري تقريباً. وهذا الراتب يمكن أن يتجاوزه مدرس أمضى سنوات عديدة في العمل فإذا سكن على الدرجة الأولى على سبيل المثال فسيكون راتبه الأساسي فقط هو 48000 ريال لو كان نهاية المربوط وهو ما يعادل راتب صاحب الترخيص بالكامل.. بعد ذلك تأتي حسبة العلاوات الأخرى "بالعافية" يستحق المعلمون حتى أكثر من ذلك ولكن يجب ألا ننسى أن أصحاب التراخيص عليهم حمل ومسؤولية كبيرة وعمل في أوقات مختلفة ولا يحصلون على علاوة طبيعة عمل وهم أساساً معلمون ومربون وموجهون، وكيف يمكنهم تسكين موظفيهم وهم يرون أن هناك من قد يتفوق عليهم بكثير. ومن ثم على أي أساس يتم اعتماد الـ 32000 ريال كأساسي للجميع وتحت أية درجة من قانون الموارد البشرية المعمول بها في الدولة، وكيف ستحتسب درجة من أراد منهم أن ينتقل للعمل في وزارة أو مؤسسة أخرى، أم أنه سينظر إلى درجته السابقة حينما كان يعمل ضمن القانون القديم أو خلال وزارة التربية سابقاً مما قد يفقده بعض الحقوق والامتيازات. أتمنى من سعادة وزير التعليم والتعليم العالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتعليم النظر بعين الاعتبار لمثل تلك الحالات السابقة لما يحقق الاستقرارالوظيفي ويرضي جميع الأطراف.