16 سبتمبر 2025

تسجيل

المنحرفون!!

28 نوفمبر 2011

جمعني مجلس كريم بعدد من ذوي الصلة بالشأن الأسري وقضايا المرأة والطفل وهموم طائفة غير قليلة من الرجال أيضا.. فأنت عندما تتناول شأن المرأة والطفل، بالضرورة عليك أن تعرج على أمر الرجل باعتباره طرفاً أساسياً وشريكاً كاملاً للمشكلة التي تواجهك! فعلى الرغم من حضوري الإعلامي ومتابعاتي للشأن العام بحكم الاهتمام والعمل الإعلامي والصحفي فإنني لا أخفي اندهاشي، بل مفاجأتي بمدى مأساوية بعض القصص والحكايات النابعة من واقعنا الاجتماعي المعاش... قصص ضحاياها جميع أفراد الأسرة في مقدمتهم الرجل ذاته مما يستدعي الوضع تدخل جهات معنية في الدولة بغض النظر عن مسماها الوظيفي للحد من الاشكاليات العويصة التي تواجه بعض الأسر، سواء في ذلك من خلال مراكز الشرطة أو أجهزة تابعة للمحاكم.. أو بعض مؤسسات المجتمع المدني!! رغم تحفظي على ما يجري في الغرب من مبالغات لدى بعض الأجهزة ذات العلاقة بحماية الأسرة وأفرادها عندما تتدخل لفض منازعات والحد من سوء معاملة أسرية والقبض على بعض أفراد الأسرة وإيداعهم بمحابس خاصة وتفريق أفراد الأسرة شذر مذر ونزع أطفال من أحضان آبائهم وأمهاتهم وما يترتب على ذلك من مآسٍ أيضا (ولكنها دون استمرار الوضع المتأزم على ما هو عليه في جميع الأحوال) فإننا أصبحنا بحاجة شديدة في هذا الإطار إلى مؤسسات تتمتع بالقوة والسند القانوني ذاته مما يمنحها المقدرة على التدخل والتعامل على قدر ما تتطلبه هذه الأوضاع العجيبة من أجل التصدي لطغيان البعض ومغالاتهم واستبدادهم في التعامل مع الغير، الذي غالباً ما يكون ابناً أو ابنة له أو زوجة أو أختا.. إلخ. هناك نماذج من استخدام القسوة المفرطة في التعامل مع الأبناء لم يسلم منها حتى ذكور رغم مرور سنين جراء ما أصابهم من أمراض نفسية لا تختلف عن تلك التي تتفنن السينما العالمية في إبرازها وتركيز الأضواء عليها، أترك ألوان هذه الانحرافات السلوكية الناتجة عن قسوة آباء وحتى أمهات (مهملات) لخيالكم. هناك حالات تعيش صراعاً دائماً مع الذات لينعكس كل ذلك على شكل قلق وتوتر وتصرفات ومواقف غير متزنة تجاه الآخر مما يستدعي تدخلاً حميداً بداية من الأجهزة التوعوية والإرشادية بشكل خاص، ومن ذلك المسجد وأهله وضرورة حضورهم الفاعل للتصدي لهذه الإشكالية، انتهاء بالأجهزة التنفيذية الجبرية التي إن لم تكن موجودة فإن إنشاءها وإيجادها بات واجباً لا يجوز تأخيره.