25 ديسمبر 2025

تسجيل

بأبي أنت وأمي يا رسول الله

28 أكتوبر 2020

الرسول محمد - عليه أفضل الصلاة والسلام - هو مصدر قوتنا وهدايتنا الى نور الإسلام، كما قال تعالى: {هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحديد:9]، فكان - صلى الله عليه وسلم - بذلك رحمة للناس جميعاً، كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: 107]. فسيرة الرسول هي نموذج لحياة المسلم النابعة من هدي ونور الشريعة الإسلامية، وبينت كيفية التعامل مع الظروف المحيطة بالبشرية، من خلال تطبيق عملي لأحكام الدين الإسلامي، والتي انبثقت من كتاب الله وسنة الرسول، فدعوة نبينا محمد رسالة سماوية خالدة للبشرية عامة، فليس بعد الإسلام دين ولا نبي ولا دعوة بعد محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقد بعث الله تبارك وتعالى أمين الوحي جبريل - عليه السلام - لكي ينزل بسور القرآن الكريم على نبينا محمد - عليه الصلاة والسلام - كما في قوله تعالى بسورة الشعراء "نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) على قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194)"، وحفظ الله - سبحانه وتعالى - القرآن من الضياع والانحراف في قوله - تعالى - في سورة الحجر آية رقم (9) (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) ليصبح كتابا محكما ومنزها عن السوء والاقاويل، ودستورا يطبق حتى يومنا هذا وقد ورد في تفسير الطبري بسورة الاسراء القول في تأويل قوله - تعالى (سُبْحَانَ الَّذِي أسرى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴿١﴾)، تنزيها للذي أسرى بعبده وتبرئة له مما يقول فيه المشركون من أن له من خلقه شريكا، وأن له صاحبة وولدا، وعلوا له وتعظيما عما أضافوه إليه ونسبوه من جهالاتهم وخطأ أقوالهم، وهذا كله يدل على مكانة نبينا ورسولنا الكريم، فهو من أولي العزم من الرسل، فعليه السلام جاهد في سبيل نشر الدين الإسلامي، والدفاع عنه من السفهاء والمنافقين والكاذبين والكافرين الذين يشككون في ذلك الدين السامي والقيم، كما قال تعالى في سورة البينة آية رقم (4) (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك دين القيمة)، ومعنى القيمة هو الدين الذي بعث الله به رسوله وشرع لنفسه ورضي به. وقد ذكر الإمام ابن الحاج من علماء القرن الثامن الهجري في الجزء الثالث من كتابه (المدخل)، (صفحة 221) والإمام ابن ناصرالدين الدمشقي من علماء القرن التاسع في الجزء السادس من كتابه (جامع الآثار في السير ومولد المختار): (صفحة481) "أن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه سمع بعد موته صلى الله عليه وسلم يبكي ويقول بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد كان جذع تخطب الناس عليه فلما كثر الناس اتخذت منبرا لتسمعهم، فحن الجذع لفراقك، حتى جعلت يدك عليه فسكن، فأمتك كانت أولى بالحنين إليك لما فارقتهم، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عنده أن جعل طاعتك طاعته فقال: {من يطع الرسول فقد أطاع الله}، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أخبرك بالعفو عنك قبل أن يخبرك بالذنب فقال: {عفا الله عنك لم أذنت لهم}، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عنده أن بعثك آخر الأنبياء وذكرك في أولهم فقال: {وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم}، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد بلغ من فضيلتك عنده أن أهل النار يودون أن يكونوا قد أطاعوك وهم بين أطباقها يعذبون {يقولون يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا}، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لئن كان موسى بن عمران أعطاه الله حجرا تنفجر منه الأنهار فماذا بأعجب من أصابعك حين نبع منها الماء، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لئن كان سليمان بن داود أعطاه الله الريح غدوها شهرٌ ورواحها شهرٌ فماذا بأعجب من البراق حين سريت عليه إلى السماء السابعة ثم صليت الصبح من ليلتك بالأبطح، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لئن كان عيسى بن مريم أعطاه الله إحياء الموتى فماذا بأعجب من الشاة المسمومة حين كلمتك وهي مشويةٌ فقالت لك الذراع لا تأكلني فإني مسمومةٌ، بأبي أنت وأمي يا رسول الله لقد دعا نوح على قومه فقال {رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا}، ولو دعوت علينا بمثلها لهلكنا، فلقد وطئ ظهرك وأدمي وجهك وكسرت رباعيتك فأبيت أن تقول إلا خيرا، فقلت "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون". بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لقد اتبعك في قلة سنك وقصر عمرك ما لم يتبع نوحا في كثرة سنه وطول عمره، ولقد آمن بك الكثير وما آمن معه إلا القليل، بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لو لم تجالس إلا كفؤا لك ما جالستنا، ولو لم تنكح إلا كفؤا لك ما نكحت إلينا، ولو لم توكل إلا كفؤا لك ما وكلتنا، فلقد والله جالستنا، ونكحت إلينا، وواكلتنا، ولبست الصوف، وركبت الحمار، وأردفت خلفك، ووضعت طعامك على الأرض ولعقت أصابعك تواضعا منك". أخيرا: - 1- يجب علينا ألا ننسى قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين). 2- ضروري نحن المسلمين عامة أن نردد ونهتف بشعارات (الا رسول الله.. الا حبيب الله.. الا النبي محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم). 3- نقف بيد من حديد على كل من يسيء للرسول عليه أفضل التسليم والتكبير. وذلك لقوله تعالى في سورة إبراهيم "ولا تحسبن الله غافلًا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار (42)" صفحة 260 سفيرة زكاة بصندوق الزكاة القطري [email protected]