11 سبتمبر 2025
تسجيلليكن تنافس المرء في الخير، وفي التسابق والمسارعة للوقوف بين يدي العزيز العلام، يتعلق المسلم بأبواب الرحمة، لعله تتغمده رحمات السماء، فتتيقظ القلوب وتصفو النفوس، فالمرء يضعف فيقع في الفخ، ويستسلم لعدوه الذي وجد في إخفاقه مرتعا سهلا لاحتلاله، فنفث فيه سمه حتى انجرحت جوارحه، فتكلم لسانه وسعت قدمه واستكان الجسد لطعون جراح المعاصي، فقلت في قلبه هيبة ربه، وزادت جرأته على محارمه، وتكرر معه مشهد استنزاف روحه، بالنظرِ إلى الفواحش حتى تبلد إحساسه، وأدمن مع الزمنِ مواقعة ذنبه فرحا واستمتاعا بلذته، فلم يحم بيته عن بواعث الشهوات، ولم يقفل بابه عن رسل الهوى، فاستباح الشيطان حِمى قلبه وجرده من حراس التقى، وبدد عنه جيوش الإيمان، جعلنا الله وإياكم من عباده التائبين الأوابين في أعمال الخير والبر، فهل أدرك كل عاقل وهو في أتم الصحة والعافية قيمة ونعمة العافية، فعرفوا مالهم وما عليهم، فتخلصوا من الحقوق، وردوا المظالم إلى أهلها وتطهرت القلوب، واستعدوا للتخلص من الذنوب والآثام، فعزموا على السباحة في هذا النهر العذب الجاري؛ نهر الرحمات والبركات والسعي إلى رب السموات، والتضرع إليه بقبول التوبة وإخلاص العمل لله تعالى، والسير في روضة الرحمن الرحيم، التي لا يذبل زهرها ولا ينفد رحيقها. فإن الذنوب والمعاصي تحجب المرء عن نور الله؛ من علم وهدى ومعرفة، فيكون عنصرا سيئا في المجتمع، فلا يفيد المجتمع، وتكثر الفواحش والرذائل التي تفتك بالمجتمع المسلم.. فأنقذ نفسك وليِّن قلبك قبل أن يعاجلك عذاب ربك، وتيقظ وتب إلى ربك وافتح صفحة جديدة ناصعة البياض مشرقة، بفعل الطاعات والقربات لرب الأرض والسموات، وتعلق بأستار المساجد وقف على أعتابها متضرعا إلى الله، تائبا مستغفراً، ولتسرج في قلبك شعلة من الهدى، وما عدا ذلك من زخارف الدنيا، وتكلفات البشر فلا قيمة له ولا اكتراث به، ولتعلم أيضا أن الحسنات يذهبن السيئات، فلا بد من أن يتوشح بحسام التوبة، ويملأ نفسه ثقة ورجاء، بعفو الله.