17 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); لم يكن مفاجئاً تقرير وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين الذي فصّل فيه ما تقوم به القوات الروسية والسورية من إبادة ممنهجة لحلب، فالمأساة تجري أمام العالم منذ مدة طويلة ولا يمكن للبريطاني ستيفن أوبراين أن يقدم تقريراً يجافي الحقيقة ويتعارض مع واقع ما يجري. والحق أن السيد أوبراين نطق بما يعرفه القاصي والداني وبخاصة فيما يتعلق بالصلف الروسي وانعدام المسؤولية الأخلاقية لدى القيادة الروسية التي تكرر سيناريو جروزني البشع.وعلى نحو لافت طالب ستيفن أوبراين أعضاء مجلس الأمن بالعمل على ما يلزم لوقف عمليات الإبادة، وحمّل بذلك مجلس الأمن مسؤولية إيقاف الحرب في سوريا متهما في الوقت ذاته روسيا – بشكل غير مباشر – بعدم وفائها بالمسؤولية وانهاء القصف الجوي على مدينة حلب. غير أن واقع الحال يشير إلى عجز مجلس الأمن للتوصل إلى اتفاق لا تقره روسيا لامتلاكها حق النقض!وكأن القصف لا يكفي، فقد قامت الطائرات السورية بإلقاء منشورات على سكان الحي الشرقي من حلب تضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما: إما مغادرة المدنية أو الموت، وقد استخدمت المنشورات لغة لا تخلو من الحرب النفسية عندما ذكرت سكان حلب بأن المجتمع الدولي سيخذلهم كما خذلهم من قبل، وفي ذلك محاولة لإقناع السكان بمغادرة المدنية وهي محاولة تأتي ضمن سياق التطهير الديمغرافي والطائفي الذي تشرف عليه القوات السورية بتوجيه من إيران وميلشياتها التي تستبيح الأرض السورية.التقرير على أهميته سيكون عبارة عن إحدى وثائق الأمم المتحدة التي سينساها العالم بعد فترة وجيزة، لكن وحتى يكون للتقرير أهمية عملية ينبغي أن يؤسس لموقف دولي حازم يبين لروسيا بأن قصف المستشفيات والمدارس واستهداف المدنيين هو جرائم حرب لا يمكن أن تمر دون رد. فما يصنع الفارق في السياسة الدولية ليس المنطق الأخلاقي وإنما معادلة الربح والخسارة، وهو أمر يفهمه قادمة المجتمع الدولي جيدا غير أن أحدا لا يرغب في دخول مواجهات من أجل رفع كلفة الصلف الروسي والتنمر الإيراني في سوريا.بطبيعة الحال، لا يمكن الانتظار من بشار الأسد أن يقوم بغير ما قام به، فهو فاقد لشرعيته ولا يملك قرارا في سوريا، فدفع سنة سوريا على مغادرة ما يمسى ب "سوريا المفيدة" يمثل استراتيجية روسية إيرانية لن يلجمها إلا استراتيجية مضادة ما زالت غائبة، وبهذا الصدد لا ينبغي أن نغض الطرف عن دور واشنطن السلبي الذي يتحالف مع إيران في العراق ضد سنة العراق أيضا! فهناك فهم لدى قادة إيران بأن التمكين الشيعي يستلزم تطهيرا طائفيا تقوم به في العراق وتقوم به روسيا في سوريا.لا يحتمل الوضع السوري مزيدا من الانتظار، فمجلس الأمن لن يتمكن من خلق توافق دولي إلا إذا شعرت روسيا بأن الكلفة أكبر من العائد، وهنا ينبغي التفكير في العمل خارج إطار مجلس الامن لإجبار روسيا على وقف إبادتها للسوريين. ربما ينبغي على العالم أن يتذكر بأن الرئيس بوتين لا يقيم وزناً للمجتمع الدولي ما دام المجتمع الدولي يقول ما يريد وهو يفعل ما يريد!