13 سبتمبر 2025

تسجيل

نصائح محمد المسفر للأردن

27 أكتوبر 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كتب الدكتور محمد المسفر ناصحاً الأردن بأن ينأى بنفسه عن الأزمة الخليجية وألا ينحاز بها للطرف الذي فرض حصاراً ظالما على قطر، والنصحية التي كانت بجمل يقدمها المسفر مجانا لبلد كتب عنها بعين المحب، ومن هنا على صنّاع القرار بالأردن أن يأخذوا هذه النصيحة على محمل الجد. يكاد لا يختلف اثنان في الأردن على أن المفكر العربي القطري الدكتور محمد المسفر هو أحد أبرز المحبين العرب للأردن شعباً وقيادةً، وفي غير مناسبة كتب الدكتور المسفر مطالبا العرب بدعم الأردن لتمكين صموده. والحق أن المسفر يتعاطف مع جميع قضايا العرب لأنه يفكر بإطار شمولي وواسع بحيث يرى أن تكاتف العرب هو السبيل الوحيد للخلاص بعد أن أصبحت منطقتنا في عين العاصفة. ولهذا السبب أجد شخصيا بأن نصائح المسفر تنم عن عقل نير وقلب صادق. عندما اندلعت الأزمة الخليجية، كتبت مقالاً بصحيفة جو٢٤ (أهم صحيفة إلكترونية بالاردن) انتقدت حينها قرار الأردن تخفيض التمثيل الدبلوماسي مع دولة قطر، فكانت قراء تي وما زالت أن على الأردن وضمن الإمكانات المتاحة أن ينصر أخاه مظلوما وليس ظالما، وأن الأردن بقراره قد أساء تقدير الموقف. على أن سوء تقدير الموقف ليس عيباً إذ يمكن التراجع عنه وهو لم يحصل لغاية الآن. وكما فهمت حينها أن القيادة القطرية لم تسجل عتباً على الأردن على أعتبار أن الأردن اتخذ هذا القرار وهو ليس مقتنعا به وإنما ساير به دول الحصار التي بدأت حصارها بمنهجية أن من ليس معنا فهو ضدنا. الراهن أن دول الحصار فشلت في هذه المنهجية مع كل دول العالم باستثناء عدد قليل من الدول الهامشية، وكأردني وددت لو أن الأردن نأى بنفسه واتخذ موقف الحياد. الأزمة الخليجية تجاوزت مسألة مطالبة دول الحصار تغيير قطر لسياستها الخارجية وإخضاعها لأولويات السعودية، فهي أزمة كشفت عن وجه آخر لم نكن نعرفه عند الأشقاء، فهناك استقواء وتنمر ووهم ومحاولات بائسة لقلب نظام الحكم بدولة قطر، إذ لو أن الأمر كان مقتصراً على تغيير قطر لسلوكها (كما تدعي وسائل اعلام دول الحصار) لتم التوصل إلى حلول وسط ترضي كافة الأطراف، فقطر في نهاية الأمر لا تحتل دولة عربية ولم تفرض حصاراً على أحد ولم تقف إلا في صف محاصريها وهنا المفارقة! ما يهمني كعربي ألا تتعامل الدول العربية مع بعضها البعض بهذا المنطق الاستعلائي، وهذا هو المعيار الذي يستند إليه الأحرار العرب في تقييمهم لمن هو الطرف المعتدي في الأزمة القطرية وغيرها من أزمات عصفت بالإقليم، وكلنا نعرف أن الدول "التقدمية" العربية خسرت كل رهاناتها وحروبها عندما استهدفت الملكيات "الرجعية" في خمسينيات وستينيات القرن الماضي. عدونا كعرب هو غرب النهر وليس قطر، وكان الأولى أن تشمر هذه الدول النافذه عن سواعدها لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني بدلا من التذرع بحجج واهية لتحقيق بطولات دونكشوتية. وعود على بدء، أقول لو جرى تقييم مستقل للرأي العام الأردني لتوصلنا إلى نتيجة مفادها أن الأردنيين يتعاطفون مع المعتدَى عليه، ومن خلال متابعتي لما يكتب بالصحف ووسائل التواصل الاجتماعي أرى بأن الأردنيين متعاطفون مع دولة قطر. من هنا تكتسب نصائح الدكتور المسفر للأردن مصداقية خاصة، فكلامه يتناغم مع ما يشعر به الأردنيون الذين يرون بأن لا ناقة لهم ولا جمل في استمرار الخلافات العربية، ناهيك عن الاصطفاف في خندق أنظمة عربية لا تريد خيراً لأحد.