13 سبتمبر 2025

تسجيل

اللهم ابعد قلوبنا وأعيننا عن الحسد

28 أكتوبر 2015

الحسد هو أن يتمنى الفرد أن تزول النعمة من عند المحسود، وقد يكون مذموما إذا كره الحاسد النعمة مطلقا للمحسود، أو قد يكون غبطة إذا فُضل ذلك الشخص عليه فيحب أن يكون مثله أو أفضل منه، وللحسد مراتب عدة تبدأ بمن يتمنى زوال النعمة عن الغير، وزوالها وإن كانت لن تنتقل إليه، وزوالها من الغير بغضا لذلك الشخص لسبب شرعي كأنه كان ظالما مثلا، أو ألا يتمنى زوال النعمة عن المحسود متمنيا لنفسه مثلها، وإن لم يحصل على مثلها تمنى زوالها عن المحسود حتى يتساويا ولا يفضله صاحبه، هناك مرتبة أخيرة للحسد بأن يحب ويتمنى الفرد لنفسه مثلها وإن لم يحصل على مثلها فلا يحب زوالها عن مثله ولا بأس بها.الحسد حرام في الإسلام بدليل قول النبي صلى الله عليه وسلم عن أنس بن مالك (لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا ولا يحل لمسلم لأن يهجر أخاه فوق ثلاث) والحسد مرجعه عدة أسباب منها العداوة والبغضاء والحقد أو التعزز والترفع أو حب الرئاسة وطلب الجاه للنفس أو ظهور الفضل والنعمة على المحسود أو حب الدنيا أو الكبر أو شدة البغي وكثرة التطاول على العباد أو المجاورة والمخالطة. للحسد آثار عدة على كل من الفرد والمجتمع منها حلق الدين (دب إليكم داء الأمم قبلكم البغضاء والحسد هي الحالقة حالقة الدين لا حالقة الشعر) وانتفاء الإيمان الكامل ورفع الخير وانتشار البغضاء في المجتمع وإسخاط الله وجني الأوزار. لأن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ومقت الناس للحاسد وعداوتهم له والحسد يجعل الحاسد أيضا يتكلم في المحسود بما لا يحل له من كذب وغيبة وإفشاء سر، وعلى الفرد أن يتوكل على الله ويرجع إليه ويعيد توبته وأن يستعيذ بالله ويقرأ الأذكار والأوراد الشرعية ويدعو الله دائما أن يقيه من الحسد وأن يكون عادلا مع الحاسد بعدم الإساءة إليه بالمثل وأن يحسن إلى الحاسد وأن يستعين بالرقية الشرعية وألا يخبر أحدا بنعم الله عليه. تتم معالجة هذه المشكلة عن طريق كثرة الدعاء إلى الله عز وجل والتوكل عليه والدعاء له وهذا هو بداية الطريق والرضا بالقضاء والقدر والنظر إلى من هو أقل منا حالا بدليل قول الرسول الكريم عن أبي هريرة (انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر ألا تزدروا نعمة الله عليكم) مع الإيمان بأن الإمساك عن الشر صدقة مما يساعد على التخلص من الحسد والإيمان بأن الكف عنه صدقة فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أبي موسى (على كل مسلم صدقة، قيل: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قيل: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف أو الخير، قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة)، متفق عليه. فبمجرد إمساكه عن الشر، ومنعه الحسد يكون صدقة على نفسه، وفي حديث آخر: (قال: فإن لم أفعل؟ قال: فدع الناس من الشر، فإنها صدقة تصدق بها على نفسك)، وفي رواية:(تتصدق بها عن نفسك)، وهذا أيضاً متفق عليه. على كل شخص أن يؤمن أيضا بأن الحسد يضر صاحبه من جراء سخط الله عليه ولابد من وجود اعتقاد جازم بأن الحسد لا يضر المحسود إلا بما كتبه الله عز وجل، لذلك سماها أهل العلم بالمعصية المستهجنة ويجب أن يكون هناك إيمان بالله، إن صبر العبد ودعوته للشخص الذي يريد حسده بالبركة من أفضل الدعوات.