29 أكتوبر 2025
تسجيلثمة ظاهرة أفرزتها مرحلة ما بعد طرد نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية السابق من هرم السلطة والمجيء بحيدر العبادي كرئيس بديل يحظى بتوافق ورضا التحالف الغربي خصوصاً، سيما وأنه محسوب على التيار البريطاني في حزب الدعوة الحاكم، تلك الظاهرة اللافتة للنظر بحدة تتمثل في الزيادة المضطردة للتغلغل الإيراني في العراق لدرجة تجاوزت الفضيحة ودخلت ضمن نطاق الكارثة، فبرغم الخطاب الحكومي العراقي المعلن والرافض لأي وجود للقوات الغربية للمساعدة في إدارة عمليات الحرب ضد الإرهاب! إلا أن للجيش الإيراني ولقوات الحرس الثوري تصنيف مختلف بالمرة!، فقد تعدى التنسيق والتعاون العراقي/ الإيراني الحالة الطبيعية لنظامين صديقين كما هو مفترض ودخل ضمن مجال السيادة الوطنية واختراقها. فمثلاً أضحى تجول القائد الحرسي قاسم سليماني بين المدن العراقية بحرية وعلنية بمثابة حالة مثيرة للانتباه والمتابعة، لا بل إن أوساط الإعلام العراقي الرسمي تصفه بلقب الحاج قاسم سليماني وهي تنشر صوره وهو محاط بأركان وقيادات الأحزاب الطائفية الإيرانية في العراق مثل العميد الحرسي هادي العامري المتحكم الأول والأخير بوزارة الداخلية العراقية وبمجمل الملف الأمني العراقي بعد استيزار محمد الغبان لوزارة الداخلية وهو واحد من مقاتلي عصابة بدر الطائفية وخريج جامعة الحرس الثوري الإيراني للدراسات العسكرية. وقد أشار القيادي الكردي المخضرم والمعروف بصراحته محمود عثمان لتلك الإشكالية الجديدة في العلاقات العراقية/ الإيرانية وأشار إلى كون مرحلة حيدر العبادي هي الأخطر نوعيا في تمكين النفوذ الإيراني في العراق وبدرجة أكثر بكثير من التي كان عليها نوري المالكي! وأكد أن الجنرال قاسم سليماني بات هو الرئيس العراقي الذي يصول ويجول بحرية في المدن العراقية دون رقيب ولا حسيب وشوهد في مدن عراقية عديدة بينها آمرلي وجرف الصخر وهو محاط بأركان وعناصر القيادات الطائفية العراقية ذات الولاء الإيراني الصميمي وهو ما جعل المؤسسة العسكرية العراقية العريقة في حالة خضوع مخجلة للنفوذ الإيراني في ظل الدعايات الحكومية حول دور إيراني مباشر في قيادة العمليات العسكرية في العراق وإدعاءاته الفارغة حول مقدرة قيادته ومن خلال سبعين عنصر إيراني فقط في منع سقوط أربيل بيد داعش!! وهي كذبة سخيفة ومثيرة للسخرية بدرجة تطعن في كفاءة وجاهزية القوات العراقية وتسيء إساءة بالغة للجهد الوطني العراقي وتخول أمر العراق لعصابات طائفية تخوض الحروب الانتقامية ليس لقمع الإرهاب بل لإجراء التطهير الطائفي وفرض التغيير الديموغرافي ومحاولة ربط العراق بالمصالح الإيرانية المباشرة واختزال دور وزارة الدفاع العراقية بعصابات إيرانية بديلة، التمدد الإيراني في العراق هو جزء مركزي من حالة الاندفاع الإيراني الاستراتيجي في الشرق خصوصا وإن الحرس الثوري متورط بشكل مباشر في الحرب الأهلية السورية وفي مساندة نظام بشار والدفاع عنه وقيادة الحشد الطائفي لدعمه أيضا، والحرس الثوري هو اليوم على أبواب مضيق باب المندب ويخوض معارك حشد طائفية متنوعة في العالم العربي خصوصا بعد سقوط العراق أمام الجحافل الإيرانية منذ عام 2003، وحكومة حيدر العبادي سيسجل لها التاريخ بأنها أول حكومة عراقية تؤسس الشرعية للتدخل الإيراني